المؤامرة الصليبية على السودان: هل وصلت المؤامرة الغربية إلى مرحلة النضج؟! - منتديات ArabiaWeather.Com

العودة   منتديات ArabiaWeather.Com > المنتديات العامة (استراحة المنتدى) > المنتدى العام و تعارف الأعضاء > المنتدى الاسلامي

الملاحظات

المنتدى الاسلامي الموسوعة الدينية و يختص بالتعريف بالدين الأسلامي وكل ما يتعلق به

الاخبــــار

رد

 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
[ 12-12-2010 ]   رقم المشاركة 1

 

 

الصورة الرمزية mohamadamin

تاريخ التسجيل: Feb 2009

رقم العضوية: 2643

المشاركات: 513

الدولة/المدينة: عمان- مرج الحمام

الارتفاع عن سطح البحر: 900 - 1000 متر

شكراً: 95
تم شكره 194 مرة في 113 مشاركة

يخطئ من يعتقد أن قضية جنوب السودان، هي قضية شعب جنوبي، يريد أن ينفصل عن شعب شمالي، وتكون له دولته المستقلة ذات السيادة. فهذه الدولة التي أصبحت اليوم قائمة بالفعل على الأرض، وبات العالم ينتظر الإعلان عن ولادتها في أي وقت، إنما هي تتويج لمؤامرة صليبية قديمة لتغيير هوية السودان العربية الإسلامية، هذا البلد – القارة بموقعه الاستراتيجي على البوابة الجنوبية للعالم الإسلامي، بين منطقتي القرن الأفريقي والبحيرات الكبرى الإستراتيجيتين. وقد بدأ التخطيط لتلك المؤامرة في القرن الخامس عشر، مع هوس الغزاة البرتغاليين لأفريقيا والهند تطويق العالم الإسلامي، وقطع مياه النيل عن مصر - التي كانت معقلا للمماليك، ثم العثمانيين من بعدهم - ومن ثم الزحف على قلب العالم الإسلامي وتدمير مكة والمدينة، ثم مواصلة الزحف شمالا لاستعادة مدينة القدس وإحياء المملكة اللاتينية في فلسطين التي قضى عليها صلاح الدين الأيوبي سنة 1187م.
وتتخذ هذه المؤامرة من كتابات المؤرخين الغربيين المهتمين بالشأن الأفريقي والذين ترعاهم الكنيسة الغربية، أساسا لها. إذ يزعم هؤلاء المؤرخون أن بلاد السودان والنوبة وشرق أفريقيا، كانت ممالك نصرانية مثلها مثل مملكة أكسوم النصرانية في الحبشة. ويتحدث هؤلاء المؤرخون في كتاباتهم الموجهة أساسا لمخاطبة عواطف أنصار الكنيسة وإلى الرأي العام الغربي عموما، يتحدثون، بكل أسى عن أسماء لممالك مسيحية كانت تحكم السودان، وتشكل امتدادا لمملكة النوبة، قبل أن يقضي عليها المجاهدون المسلمون إبّان مرحلة الصحوة الإسلامية التي شهدتها شرق أفريقيا والسودان في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ويؤسسوا على أنقاضها سلطنات إسلامية جديدة، في إشارة إلى سلطنة الفور في دار فور أواسط القرن الخامس عشر, وسلطنة الفونج في القرن السادس عشر. كما يتحدثون عن بقايا آثار لأسماء عدد من المدن المسيحية المزدهرة في السودان، والتي دمرها المسلمون – بزعمهم أيضا – في تلك المرحلة. ولا يزال بعض وثائق الكنيسة الانكليزية الصادرة حديثا جدا يتحدث عن أن السودان دولة مسيحية استولى عليها المسلمون.

وبناء على ذلك عمل الاستعمار الغربي هناك على التخطيط لإعادة بعث وإحياء تلك الممالك والمدن المسيحية، أو خلقها من العدم – بعبارة أصح –. وإن كان ذلك بأشكال وأساليب جديدة.

وكانت سياسات الاستعمار البريطاني في جنوب السودان تصب في هذا الاتجاه منذ اليوم الأول لفرض هيمنته الاستعمارية على السودان سنة 1899. بل منذ أن قتل ثوار المهدية (1881-1898) جنرالهم العتيد غوردن سنة 1885. فقد كانت بريطانيا تنظر إلى السودان نظرة عقائدية دينية بالدرجة الأولى حيث أن المصالح الاقتصادية لم تكن هي الأهم، لذا فإن كنيسة انجلترا هي التي رسمت خطوط حملة كتشنر الثأرية (1897-1899) لتحويل السودان إلى دولة مسيحية بالكامل.

وبعد أن دانت قبائل جنوب السودان، لسلطة القهر والاستبداد، عمل المستعمر البريطاني على تمزق أوصال الاتصال الثقافي - الاجتماعي بين الشمال والجنوب, وحرص في الوقت نفسه على تشجيع التبشير المسيحي في هذه المنطقة، ووفر له كل أشكال الدعم ماديا ومعنويا، ووضع التعليم المدني عموما والتعليم العالي خصوصا، تحت إشراف مدارس الإرساليات الكنسية, عبر تأسيس كلية غوردن، وجعل الإنجليزية اللغة الرسمية، في الجنوب, وحارب مظاهر الثقافة العربية الإسلامية بكل السبل, لدرجة أنه منع رؤساء القبائل من اتخاذ أسماء عربية أو لبس الزي العربي, ثم أبعد التجار الشماليين من الأسواق الجنوبية, والعاملين المسلمين من وظائف الدولة في الجنوب.

وبلغت تلك السياسة ذروتها بإصدار قانون المناطق المقفولة الذي سعى إلى عزل جنوب السودان إداريًا, وثقافيًا, واجتماعيًا عن شماله, وبذلك غُرست بذور الفرقة والشتات بين الشمال والجنوب, وشُيد حاجز نفسي بين طرفي القطر . وبذلك استطاعت الإدارة البريطانية, كما يرى بعض الكتاب, أن (تُمدِّن) جنوب السودان في إطار قيمها الغربية وبعض ثوابت تراثه المحلي.

وبرغم كل ذلك فلم ينجح مشروع تنصير السودان، ولا حتى جنوبه، مع نبذ الحركة الوطنية السودانية لـ(فكرة الانفصال) والاعتراف (بضرورة الوحدة بين الشمال والجنوب ).في مؤتمر جوبا الذي انعقد في مايو 1947م. وظل السودان مصدرا للمفاجآت غير السارة لأنصار مشروع تنصير السودان، بدءا بمفاجأة رفض البرلمان السوداني، غداة الاستقلال سنة 1956 الانضمام إلى رابطة الشعوب البريطانية (الكومنولث) مرورا بإلغاء القوانين الانكليزية التي كانت تحكم السودان حتى عام 83 وإبدالها بقوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية، وتعريب الدراسة في الجامعات العام 91 وغيرها.

إلا أن بذور الفرقة بين الشمال والجنوب ظلت موجودة، ولم يتلاش بينهما الحاجز النفسي، الذي صنعه الاستعمار البريطاني، ولم تستطع الحكومات السودانية التي توالت على حكم السودان بعد الاستقلال من إذابة الجليد بين الشمال والجنوب، لا سيما مع انشغال الأحزاب السياسية بالصراع على السلطة في الخرطوم.

وفي ظل هذا الواقع ظل إحساس كنيسة انكلترا بأنها راعية المسيحيين في السودان على رغم أن معظم هؤلاء لا يدينون بالانجليكانية.

وعلاوة على دعم حركة التمرد المسلح في الجنوب، ظلت بريطانيا تتولى دون مواربة تجميع القوى المناوئة للحكومة السودانية الحالية في داخل السودان وخارجه حتى أصبحت لندن بؤرة تجمع ودعم لكل من يحاول تفتيت السودان تحت شعار إسقاط النظام الأصولي. وبقي المتنصرون في جنوب السودان بمثابة مسمار جحا للتدخلات البريطانية والكنيسة الانجليكانية المستفزة في الشئون الداخلية للسودان، لدرجة أن السودان على خلفية هذه التدخلات قام بطرد السفير البريطاني بيتر ستريمز، من بلاده سنة 1991. بعد أن أكتشف أن عواطف صليبية حميمة كانت تحركه وبأنه مشبع بفكرة تحطيم كيان السودان القائم لصالح المشروع الصليبي المنطلق من الجنوب.

وقد مرت المؤامرة الصليبية على السودان بمراحل عديدة، حتى وصلت اليوم إلى مرحلة النضج بعملية فصل جنوب السودان عن شماله، والتي باتت جاهزة ولم يتبق سوى الإعلان عن ولادتها رسميا، وهو الأمر الذي بات مؤكدا لا سيما مع تلويح الحكومات الغربية – وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بها.

ومن الغريب، أن الأنظمة العربية والإسلامية التي سبق لها التفريط في العراق قبل بضع سنوات، تقف اليوم متفرجة على ما يحدث في السودان ولا تحرك ساكنا، وعلى رأسها النظام المصري، برغم كونه يعلم يقينا، أن قيام دولة في جنوب السودان موالية للغرب وللكيان الصهيوني، الهدف منه أحياء المشروع الصليبي القديم لقطع مياه النيل عن مصر، أو على الأقل جعلها تحت رحمتهم إلى الأبد.



  رد مع اقتباس
[ 12-15-2010 ]   رقم المشاركة 2

مراسل طقس - الاردن في نابلس

 مشرف عام

 

الصورة الرمزية HURRICANE1

تاريخ التسجيل: Jan 2009

رقم العضوية: 1041

المشاركات: 16,863

الدولة/المدينة: حيث شموخ عيبال

الارتفاع عن سطح البحر: up to 940 m

شكراً: 10,663
تم شكره 60,942 مرة في 5,921 مشاركة

افتراضي رد: المؤامرة الصليبية على السودان: هل وصلت المؤامرة الغربية إلى مرحلة النضج؟!

للأسف الشديد... المؤامره أصبحت تقترب من حيز التنفيذ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

دارفور والجنوب كنز لا يمكن الاستغناء عنه




اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمـَّد ..وعلى آله وصحبه أجمعين
  رد مع اقتباس
[ 12-15-2010 ]   رقم المشاركة 3

 

 

الصورة الرمزية عايد العميشات

تاريخ التسجيل: Apr 2010

رقم العضوية: 8263

المشاركات: 9,258

الدولة/المدينة: مـأدبـا _ الفيصليه

الارتفاع عن سطح البحر: 820م-860م

شكراً: 1,589
تم شكره 4,562 مرة في 1,848 مشاركة

افتراضي رد: المؤامرة الصليبية على السودان: هل وصلت المؤامرة الغربية إلى مرحلة النضج؟!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




  رد مع اقتباس
رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:54 PM.