اللهم اسقنا الغيث.....وليس المطر! لماذا؟
في اللغة
جاء في المعاجم أن :
الغيث: المطر الذي يغيث من الجدب.
وكان نافعا في وقته.
والمطر: قد يكون نافعا وقد يكون ضارا في وقته، وفي غير وقته، قاله الطبرسي
الفروق اللغوية- أبو هلال العسكري
الغّيْثُ : المَطَرُ " وهو أَيضاً مصدرُ غَاثَ يَغِيثُ كباعَ . " أَو الَّذِي يَكُونُ عَرْضُه " أَي مِسَاحَة عَرْضِه " بَرِيداً " أَي شَهْراً . وقيل : هو المَطَرُ الخَاصُّ بالخَيْرِ الكَثِيرُ النَّافِعُ ؛ لأَنه يُغَاثُ به النّاسُ وهذا من شرحِ الشِّفاءِ
تاج العروس
( الغيث ) المطر أو الخاص منه بالخير: المعجم الوسيط
الماء والغيث, أكلاهما مطر؟
ذكر الغيث في آية الحديد وماء في آية الزمر وهناك فرق بين الماء والغيث لكن الماء والغيث في الآيتين هو ما ينزل من السماء لكن هذا الماء الذي ينزل من السماء قد يكون غيثاً وقد يكون مطراً بحسب التعبير القرآني. المطر يستعمله الله سبحانه وتعالى في العقوبات (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84) الأعراف) لم يستعمل القرآن المطر إلا في العقوبة (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ (40) الفرقان) (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ (74) الحجر) (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ (173) الشعراء) أما الغيث فيستعمله في الخير. والعرب فهمت هذا الفرق من الاستعمال. (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) الشورى). إذن في القرآن الكريم يذكر المطر للعذاب
أنزول الماء من السماء يحمل الرحمة والحياة دائماً؟
إنَّ اللهَ جلّ وعلا جعل للنّاس مع الماء أحوالاً متعدِّدة، فقد جعل من الماء كلَّ شيء حيّ ليختبر عبادَه ويبتليَهم؛ أيشكرون أم يكفرون؟
1. فأنزله سبحانه من المزنِ ليشربُوا امتنانًا من الباري سبحانه على عباده، {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجا ً* فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ } [الواقعة:68-70].
2.وجعل سبحانه الماءَ مِحنةً وبلاءً وعقوبةً يُرسلها للعاصين من عباده والمعرضين عن هديه وشريعته كما فعل جلّ وعلا بقوم نوح وقوم سبأ، قال سبحانه عن قوم نوح: {فَفَتَحْنَا أَبْوٰبَ ٱلسَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ . وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى ٱلمَاء عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر:11، 12]، وقال عن قوم سبأ: {فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ} [سبأ:16]، وقد جاء في مسند أحمد أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقومُ الساعةُ حتى يمطَر الناسُ مطَرًا لا تُكِنُّ منه بيوت المدَر، ولا تُكِنّ منه إلا بيوتُ الشعر)).
3. كما جعل سبحانه من أحوالِ الماء أن ينزَّل من السماء فتكونُ الأرض له كالقيعان، لا تحبسُ ماءً ولا تنبِتُ كلأً، وهذه الحالُ هي السَّنَة التي ذكرها النبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله: ((إنّ السَّنَة ليس بأن لا يكون فيها مطر، ولكنَّ السّنة أن تمطِر السماء ولا تنبتُ الأرض)) رواه أحمد في مسنده.
والبركة كل البركة في نزول المطر الذي تَنبُت به الأرض وتحيى به الموات، كما قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء طَهُورًا . لّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهِ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَـٰمًا وَأَنَاسِىَّ كَثِيرًا} [الفرقان:48، 49].[/size]
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين