طرائف محجّبة!
سأعترف لكم اليوم أيها السادة اعترافا جريئا !...
مفاده أنني منحاز في مشاعري الإيجابية نحو المحجبات!!
فعندما تدخل محلي إحداهنّ..
أحس تجاهها بالتقدير والاحترام…
وأجد نفسي أعاملها بشكل منحاز…
فربما خصمت لها شيئاً من السعر!
و ربما أهديتها شيئاً مما تيسر من بضاعة (على البيعة)!!
وربما شيّعتها عند مغادرتها بدعوات في سرّي…!!
ذلك… لأنني أشعر أن المرأة المحجبة هي إنسانة حقيقية!... وليست (ديكور)إنسانة...
أو دعاية متنقلة للفتنة!
كما هو حال (بعض)السافرات...
وقبل أن أسترسل ..أحب أن أؤكد أنني لا أساوي بين كل النساء من غير المحجبات... فكثير منهن أديبات... عفيفات... خجولات... مثلما أن الكثير ممن يلبسن الحجاب... لا يلتزمن خلقه وأدبه...وربّ حجاب خير منه السفور!!
فأنا أتكلم هنا عن محجبات ساترات مستورات.. يشعّ من إحداهن الطهر والحياء كما يشع نور القمر في الليلة الظلماء...!
في فصل الصيف... يشتد إيقاع السوق وتشتد معه الفتنة المتمثلة بعارضات الأزياء واللحوم...!
ويصبح السوق مكاناً مزعجاً لمن أراد أن يحافظ على طمأنينة روحه وصفائها... والسوق كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم (شرّ بقاع الأرض)... لكن قدرنا معشر التجار أن نكون من قاطنيه... لابثين فيه أحقاباً!!
إنه المكان الذي لا تكاد تسمع فيه إلا السيء من القول... أو ترى إلا القبيح من الفعل...
فإذا لاح لك شيء من حسن القول أو جميل الفعل.. راودك شعور جميل يشبه ما يحس به تائه الصحراء ...إذا لاحت له الواحة الغناء...!!
لكن احترامي وتقديري للمحجبات...لم يحل دون وقوعي في بعض المطبات معهن..!!
ولأنني منحاز بالفطرة إلى المحجبات... فمن الطبيعي أن تكون زوجتي محجبة جداً!!
مما يعني أنها ممن يلتزمن الخمار- بمحض اختيارها-.. حتى أنني تهت يوماً فيها!
... فقد كنت أنتظر وصولها إلى محلي لنذهب سوياً في مشوار... وعندما اقترب موعد وصولها.. دخلت امرأة أخرى مختمرة تلبس لباساً شبيهاً بلباس زوجتي.. ولها نفس الطول والعرض تقريباً... !!
وقالت: السلام عليكم... فرددت السلام بنبرة مازحة ضاحكة، لا تناسب المرأة الغريبة! لكنها بادرتني بالسؤال عن زوجتي حيث أنها وعدتها باللقاء في المحل في هذه الساعة!! عندها شعرت بالحرج الشديد... ثم طلبت من أم حسان أن تعتذر لها عن الالتباس الحاصل ..لكنها أكدت أنها لم تشعر بأي تصرف غير عادي من قبلي...!!
وبالمناسبة.... فقد وقع صديق لي في موقف أسوأ من هذا بكثير... حيث كان من عادته أن يخرج هو وصديقه وزوجتاهما في سيارة صديقي... وكانت زوجة صديقي تجلس في كل مرة خلف زوجها السائق... وذات يوم تبادلت الزوجتان المقاعد فجلست خلفه المرأة الأخرى!!
وبينما هو يسوق... نظر صاحبي في مرآة السيارة إلى من تجلس خلفه وأرسل لها بعض الابتسامات وال......!!
ظنا منه أنها زوجته حيث لم يكن يظهر من الزوجتين سوى العيون!!!!
ولما وصلوا إلى مبتغاهم... ونزلت زوجة صاحبنا أولاً لتفسح الطريق للأخرى... أدرك الرجل ما وقع فيه من خطأ جسيم ...وأسقط في يده!!
وهكذا أرسل مع زوجته رسالة أسف واعتذار شديدين... حيث أكدت المرأة أنها تفهّمت حسن نية الرجل الغارق في حرجه...!!
وأختم بحادثة طريفة حدثت لي مع محجبة جاءت تعيد لي زجاجة عطر ...قالت إن بخاخها لا يعمل... وبحكم خبرتي في هذه المشكلة فقد أخذت أضغط على البخاخ بطريقة معينة جعلت العطر يندفع بقوة تجاه المرأة التي فوجئت بالعطر يغمرها من غير قصد مني...فتراجعت على الفور مستاءة مما حدث..
وأنتم تعلمون أن المحجبة الحقيقية تحذر أن يمسّها العطر خارج بيتها...
فاعتذرت إليها لكوني لم أنتبه أن البخاخ كان موجها نحوها..
فقبلت إعتذاري مشكورة
فيا لله ما أجمل الحياء والعفاف...
وما أقبح الجرأة في الباطل !!