براعة أمنية وأخذ بالأسباب
محمد صلى الله عليه وسلم: رجل الأمن الأول في الإسلام
ذكر منير الغضبان صاحب كتاب "المنهج الحركي للسيرة النبوية" بعض الأعمال التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم في حادثة الهجرة والتي تعطي أكبر دلالة على أهمية عامل الأمن للمسلم المجاهد والتي تظهر ان الرسول عليه الصلاة والسلام هو رجل الأمن الأول في الاسلام منذ بدايته .
وأشار الغضبان الى عدد من الحوادث التي ظهرت فيها البراعة الأمنية والأخذ بالأسباب من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها مبيت سيدنا علي رضي الله عنه في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم للتمويه والتعمية على العدو عندما أجمع اهل قريش والعرب على قتله على يد واحدة ليلة الهجرة.
بالاضافة الى ذهاب الرسول صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبي بكر ساعة القيلولة وقلما يوجد إنسان خارج بيته في هذه الساعة ما يعني ان الوازع الأمني موجود لدى الرسول وهو من الأسس التي اعتمد عليها في بداية الدعوة والتي اعتمدت على السرية والكتمان واختيار الوقت والمكان المناسبين لتنفيذ المهمات ذات الطابع الأمني.
ويشير الكاتب الى أن النبي خرج من غير الباب الرئيسي لبيت سيدنا أبي بكر خشية وجود مراقبة واتجه الاتجاه إلى الغار لمنع رصد الطريق إلى المدينة من قبل الأعداء باعتبار ان الغار على غير طريق المدينة للتضليل والحذر من المتابعة.
وقال الغضبان في ما ينقله عن الدروس والعبر الحركية والأمينة في سيرة الرسول ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل من عبد الله بن أبي بكر عينا على مكة بعد خروجه منها وأداة في استمرار وصول المعلومات لمتابعة التطورات .
وقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أساليب التمويه الأمني حيث قام بإزالة آثار سيره عن طريق المؤدى للمدينة براعي الغنم عامر بن فهيرة, وكذلك الكمون في الغار ثلاثة أيام لتجنب الوقوع في قبضة العدو.
وينوه الكاتب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستخدم التمويه والسرية من خلال التمويه و في الكلام والحركة "فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: من هذا الرجل الذي بين يديك فيقول: هذا الرجل يهديني الطريق. فيحسب الحاسب أنه يعني به الطريق". إنما يعني به سبيل الخير.