عروس يهودية فرت من زوجها واقترنت بمسلم
--------------------------------------------------------------------------------
أثار فرار امرأة يهودية من زوجها اليهودي وتحولها للإسلام واقترانها بآخر مسلم جدلاً كبيراً في اليمن، فمن جانب انتقد حاخام اليهود بالبلاد الواقعة، واعتبرها اختطافاً. ومن جانب آخر، أبدت قبائل يمنية ابتهاجاً بتحول العروس للإسلام. أما الحكومة اليمنية فقد عمدت إلى إجراء تحقيق موسع في الواقعة.
وزفت اليهودية ليه سعيد الناعطي، عقب إسلامها إلى منزل زوجها عبد الرحمن الحذيفي بمديرية خارف محافظة عمران.
قبل أسبوعين فقط، تزوجت ليه من اليهودي هارون سالم وهو من محافظة صعدة، ولكنها فاجأت الجميع بإشهار إسلامها بمديرية أرحب بمحافظة صنعاء أمام عدد من المشايخ، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية والشرعية، بالإضافة إلى فسخ زواجها من زوجها اليهودي.
وقالت مصادر إن زفة العروس ليه إلى زوجها المسلم تمت من مديرية أرحب إلى منزل الزوج من قبيلة هراش بمديرية خارف، في موكب كبير من السيارات، حيث أطلقت عدة أعيرة نارية بشكل غير مسبوق، وسط حفاوة بالغة من أبناء المنطقة.
ومن جانبه، انتقد حاخام اليهود في اليمن، يحيى يوسف، هذا الزواج وطريقة إسلام اليهودية ليه، وقال إن "الإسلام الصحيح هو حب للدين"، واعتبر أن ما فعلته ليه بتحويل دينها من أجل الزواج ليس إسلاماً.
حاخام الطائفة اليهودية تأسف من الواقعة، وأكد أنها تجاوزت جميع الديانات والحقوق. وأضاف "في الوقت الذي كنا ننتظر إجراءات الداخلية برفع تقريرها لرئيس الوزراء، فوجئنا بزواجها، وهتك عرضنا".
رئيس الوزراء اليمني علي محمد مجوركان وجه وزير الداخلية برفع تقرير تفصيلي حول الواقعة، بعد بلاغ تقدمت به الطائفة المتواجدة في المدينة السكنية بالعاصمة اليمنية صنعاء عن عملية اختطاف العروس اليهودية.
اليهودية ليه كانت قد اختفت قبل أسبوعين، بعد حفل زواجها الذي حضره عدد من مسؤولي الدولة على زوجها اليهودي السابق. وأقيم حفل الزفاف في المنطقة السياحية بالعاصمة صنعاء، وهي المنطقة التي منحت الحكومة للطائفة اليهودية فيها مجمعا سكنيا، بعد تعرضهم للتهديد في محافظتي صعدة وعمران.
يذكر أنه لا توجد أي علاقة اجتماعية بين اليهود والمسلمين في اليمن، ويعتبر زواج يهودية من مسلم بمثابة المحرّم لدى الطائفة اليهودية، فيما يجيز المسلمون زواج المسلم من يهودية، ولا يجيزون زواج المسلمة من يهودي.
ويبلغ عدد اليهود الحاليين في اليمن 338 نسمة، وفقاً لمصادر اليهود أنفسهم. وتوزع العدد على قرابة 45 عائلة في عمران شمال اليمن، و67 نسمة في صنعاء التي نزحوا إليها من صعدة قبل عامين.
وكان يهود آل سالم بمحافظة صعدة تعرضوا للتهديد من قبل الحوثيين؛ الذين اتهموا الطائفة اليهودية بأعمال تخدم الصهيونية العالمية، ومنحوهم مهلة لمغادرة البلاد خلال عشرة أيام في كانون الثاني 2007.
وأثار هذا التهديد سخط المشايخ والأعيان في المحافظة والسلطات هناك، ولكن لم تجد محاولات إقناع الحوثيين بالعدول عن قرارهم والسماح لليهود بالبقاء في مساكنهم، فاضطرت الطائفة اليهودية إلى المغادرة للمدينة السكنية بصنعاء.
وكان أول اعتداء تعرض له يهود صعدة في نهاية 2004، حيث تعرضت سيارة حاخام اليهود هناك لوابل من الرصاص من قبل الحوثيين، ومن ذلك الوقت يقول حاخام اليهود إن تهديدات الحوثيين لهم ولأبنائهم في صعدة مستمرة.
يذكر أن اليهود اليمنيين يمتهنون حرفاً محدودة؛ كالحدادة والنجارة وإصلاح السيارات وقيادة الدراجات النارية، وإصلاح الأحذية، إضافة إلى مساعدة مُلاّك الأراضي في العمل خلال مواسم الحصاد.
وفي السياق ذاته، وبعد تعرض "ماشا يعيش"، أحد أفراد الطائفة للقتل في كانون الأول 2008 بمنطقة ريدة بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، وتعرض الطائفة اليهودية للتهديد بالتصفية، وعدم تمكن الأجهزة الأمنية من حمايتها، اضطرت هي الأخرى للانتقال إلى المدينة السياحية بالعاصمة صنعاء، حسب توجيهات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
وأتاحت حادثة مقتل اليهودي ماشا يعيش النهاري -الذي قضت المحكمة الجزائية في 12/6/2009 بإعدام القاتل- الفرصة للوكالة اليهودية بتهريب عدد من الأسر اليهودية اليمنية إلى إسرائيل، ومنها أسرت ماشا يعيش.
ويطالب اليهود اليمنيون، السلطات بالتعويض عن ممتلكاتهم التي تركوها في مناطقهم بصعدة وعمران.