نقلا عن جريدة الوطن السعودية
يبدو أن البريطانيين بدؤوا البحث بالفعل عن مساحات كبيرة من أجل مشروع مقبل تبحثه وزارة الداخلية البريطانية حاليا ويتمثل في بناء "مقابر جماعية" تحسبا لتفشي وباء أنفلونزا الخنازير في الخريف المقبل، محذرة بقولها إنه من الضروري بحث خطط للطوارئ لتأمين المناطق التي لا تضم عددا كافياً من المقابر.
وتتمثل المخاوف البريطانية حاليا من عدم وجود مساحات كافية لبناء هذه المقابر, وذلك في الوقت الذي أفادت فيه صحيفة "صن" البريطانية الشعبية في عددها الصادر أمس أن الداخلية قدمت مقترحاتها في وثيقة مؤلفة من 59 صفحة، ناقشت فيها ضرورة "استخدام مقبرة جماعية لعدد من الأشخاص الذين لا تربطهم أي صلة ببعض، وأن يتم بناء هذه المقبرة مقدما وأن يتم تجهيزها وإعدادها للاستخدام". وحذرت الوثيقة من أن بعض الجبانات "قد تواجه مشكلة نقص المساحات الخالية لدفن الجثث، لاسيما في المناطق الواقعة وسط المدن".
سيناريو مرعب
هذا الأمر أثار الرعب بين البريطانيين إلى درجة كبيرة, خاصة عندما يكون وراء إبادة جماعية محتملة "جرثومة صغيرة" تدعى H1n1. وتناقش الوثيقة الجديدة مشكلة المساحة اللازمة لدفن 100 شخص في مكان واحد وفي مساحة لا تتعدى 200 متر مربع وباشتراطات مناسبة. ويرى معلقون حول مسألة المقابر الجماعية أن هذا السيناريو يبث الخوف في النفوس.
وتذهب الوثيقة إلى ما هو أكبر من ذلك, فالمساحة الزمنية لتأبين الموتى ستكون قصيرة أيضا. فحذرت من أن الأمر سيستلزم ضرورة توفير شعائر تأبين "أساسية وأقصر من حيث المدة في الكنائس"، أو الاستغناء عن ذلك بإقامة شعائر التأبين في منزل المتوفى.
وعلى الرغم من تراجع أعداد الإصابة بالمرض بشدة بعد أن كانت بلغت أقصى معدلاتها في أواخر يوليو الماضي بعد إصابة أكثر من 110 آلاف شخص بالمرض في الأسبوع الواحد، إلا أن الخبراء يتوقعون تفشي موجة جديدة من المرض في الخريف المقبل.
فقر في الدماء
من جانب آخر, ذكرت صحيفة "التلجراف" البريطانية أن عددا من بنوك الدم نظمت حملات إعلانية لجذب الناس من أجل التبرع بالدم, وذلك بناء على توقعات بانخفاض مخزون الدماء في بنوك الدم بحلول الخريف والشتاء المقبلين كما سينخفض معدل المتبرعين أيضا بسبب إصابة الكثيرين منهم بفيروس H1n1.
ولن يكون بمقدور الناس الذين يصابون بالمرض أن يتبرعوا بدمائهم, مما دفع بنوك الدم إلى تنظيم حملة على مستوى البلاد حاملة رسالة مفادها "لا تنتظر وتبرع بالدم, واجلب معك رفيقك".
يذكر أن المستشفيات البريطانية بحاجة إلى أكثر من 7000 تبرع بالدم يوميا وذلك لمساهمة الدم في علاج الكثير من الحالات منها العمليات الجراحية وعلاج مرضى السرطان وحالات الولادة وعلاج ضحايا حوادث الطرق وغيرها.
ويقول علماء بريطانيون إن واحد من 3 قد يصابون بفيروس H1n1 في توقعات لموجة ثانية من مرض أنفلونزا الخنازير, ويعادل متوسط المخزون السنوي من الدم في بريطانيا 55 ألف وحدة إلا أن هذا المتوسط يمكن أن يتراجع كثيرا خاصة أن بعض مكونات الدم الصالح للاستخدام لا يمكن حفظها لأكثر من 5 أيام.
توعية سعودية
في السعودية, بدأت وزارة الصحة أمس حملة إعلانية بعنوان "التزامك يقيك" تمثلت في نشر إعلانات عن مرض أنفلونزا الخنازير تمثلت في كيفية معرفة الإصابة بالمرض. وكشفت الحملة عن أعراض للمرض تختلـف عن أعراض الأنفلونزا الموسمية ومنها الاضطراب في الوعي والبلغم الدموي وصعوبة أو تسارع التنفس.
وفيما وصف الكثير من المتابعين أن الحملة كانت متأخرة جدا, نفى المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ذلك قائلا إن الحملة الإعلانية التوعوية بمرض أنفلونزا بدأت منذ الأيام الأولى لانتشار المرض, مؤكدا أن نشرات التوعية للمرحلة السابقة نشرت في جميع الصحف, وأنه يتم الآن نشر نشرات التوعية للمرحلة الحالية. وأكد مرغلاني أن جميع نشرات التوعية بالمرض موجودة على موقع الوزارة على الإنترنت وهو بالفعل ما تأكدنا منه, وأضاف أن معظم الناس لا تستعين بموقع الوزارة للاستفادة من هذه النشرات التي اعتبرها مهمة في التعريف بالمرض وكيفية تجنب الإصابة والطرق العلاجية الخاصة به.
وأردف: ستكون هناك نشرات توعية مخصصة لموسم العمرة وأيضا العودة للمدارس خلال المرحلة الحالية, بالإضافة إلى المرحلة المقبلة الخاصة بالحج إذ سيتم نشر هذه النشرات في جميع الصحف, مطالبا الجميع بزيارة الموقع الإلكتروني للوزارة والاطلاع على النشرات الموجودة على الموقع والاستفادة منها لمعرفة أي جوانب خفية أو أي معلومات عن فيروس H1n1.
اجتماع وزاري
وكشف المتحدث باسم وزارة الصحة أن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة ووزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود سيصادقان على خطة التوعية والوقاية من انتشار فيروس H1n1 في المدارس, مشيرا إلى أن الخطة سيتم الإعلان عنها قريبا. وأضاف مرغلاني أن لجنة التوعية الصحية الخاصة بالمرض والتي تقوم عليها وزارة الصحة يتواجد من ضمن أعضائها مشاركون من وزارة التربية والتعليم, وذلك لضمان التعاون في هذه المسألة.
وعن بنوك الدم في المملكة ومدى حاجتها قال مرغلاني إن بنوك الدم في المملكة تملك مخزونا وافرا من الدم وفي كافة القطاعات الصحية بالمملكة, ولا خوف من هذه النقطة.
فيما بدأت الكثير من الجهات الحكومية والصحية في تنظيم ندوات ومحاضرات عن المرض وطرق مكافحته, وطرق التوعية به وبأعراضه, خاصة بعد إعلان وزارة الصحة أن عدد الإصابات في المملكة بلغ 2000 إصابة ووصل عدد الوفيات إلى 14 وفاة.
إجراءات صارمة
وفي القاهرة تواصل السلطات الصحية المصرية إجراءاتها الصارمة لمنع تفشي المرض، وذلك ضمن خطتها التي تشمل ? مراحل بحسب درجة انتشار المرض، وتعد المرحلة الأخيرة منها هي الأشد خطرا، وتتضمن تشديد الحجر الصحي في الموانئ والمطارات، والاستخدام الاستراتيجي المبكر للأدوية المضادة للفيروسات، وسرعة تنفيذ استراتيجيه تبادل المعلومات في حالة الخطر، وسرعة تنفيذ خطة الطوارئ للصحة والخدمات الأساسية.
كما تشمل الخطة منع التجمعات، وحظر التجول، وإغلاق المدارس، ووقف وسائل المواصلات العامة في المناطق المصابة لمنع انتشار المرض، أو انتقاله من منطقة إلى أخرى، وتأمين وصول سيارات الإسعاف وسيارات الخدمات وغيرها، إضافة إلى اختيار مواقع لإقامة مقابر جماعية في حال تحول المرض إلى وباء.
وفي محاولة للحد من ارتفاع حالات الإصابة التي تجاوزت 525 حالة طلبت وزارة الصحة المصرية من وزارات التنمية المحلية والسياحة والأوقاف والداخلية إلغاء "الخيام الرمضانية" التي تقام في أماكن مغلقة، ومنع تقديم "الشيشة" بجميع أنواعها للمترددين على هذه الخيام، لخطورتها فى نقل المرض، كما طلبت إلغاء موائد الإفطار الجماعي التي تقيمها الشركات، واستثنت الوزارة "موائد الرحمن"، التي تقام للفقراء والمحتاجين في أماكن مفتوحة، وتستغرق وقتا قليلا.
وناشدت الوزارة المساجد المصرية بفتح جميع نوافذها وتشغيل المراوح وأجهزة التكييف عند صلاة العشاء والتراويح، على أن تقسم الصلاة داخل المسجد وخارجه، منعا لانتشار العدوى.
وفي اليمن أعلنت وزارة الصحة أمس عن أول حالة وفاة بفيروس أنفلونزا الخنازير لحالة جديدة لمواطن يمني (40 عاما) من محافظة الضالع. فيما أعطى مجلس الوزراء الألماني أمس الضوء الأخضر لتلقيح نحو 35 مليون مواطن ألماني ضد الفيروس اعتبارا من الخريف المقبل. وستتمكن الولايات الألمانية الآن من عقد اتفاقيات مع شركات التأمين الصحي بشأن تلقيح المواطنين ضد الفيروس الجديد.
وكانت الحكومة الاتحادية اتفقت مع شركات التأمين الصحي على أن تتحمل شركات التأمين نحو مليار يورو من تكاليف اللقاحات المضادة للفيروس.
وتهدف الحكومة الألمانية من خلال هذا الاتفاق أيضا إلى أن يتمكن جميع الراغبين من تلقيح أنفسهم ضد مرض أنفلونزا الخنازير والحصول على اللقاح. ومن المقرر أن توفر الحكومة الاتحادية والولايات باقي تكاليف تلك اللقاحات من أموال الضرائب.
يذكر أن عدد المصابين بأنفلونزا الخنازير في ألمانيا بلغ حتى الاثنين الماضي نحو 12500 حالة.
ومن المقرر أن يعطى اللقاح المضاد للفيروس الجديد خلال أول مرحلة تلقيح جماعي للمرضى المزمنين والعاملين في المجال الطبي ورجال الشرطة والإطفاء
على وجه الخصوص. ولا تزال الاختبارات حول اللقاح جارية حتى الآن. ووفقا لتقديرات الحكومة الاتحادية، فإنه من الممكن أن يصل عدد المواطنين الذين سيحصلون على اللقاح المضاد للفيروس الجديد إلى 56 مليون مواطن.
وتدرس الحكومة الاتحادية والولايات حاليا مسألة تقسيم التكاليف التي تتراوح بين 600 مليون إلى مليار يورو، حسب عدد الأشخاص الذين سيحصلون على اللقاح.