بسم الله الرحمن الرحيم
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"ان لربكم في ايام دهركم نفحات فتعرضوا له لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها ابدا".رواه الطبراني في الأوسط..
ومن هذه النفحات الربانية المباركة شهر رمضان المبارك الذي فرض الله صيام نهاره وسن النبي صلى الله عليه وسلم قيام ليله.
يأتي الينا هذا الشهر الكريم بعد أحد عشر شهرا أحسن فيها من احسن واساء فيها من اساء ,يأتي لينادي باعلى صوته ويقول: حان وقت المغفرة,حان وقت الرحمة,حان وقت العتق من النار.
يأتي الينا ويعلن ان الشياطيين صفدت وان ابواب النار اغلقت وان ابواب الجنة فتحت وان الحور تهيأت.
يأتي وينادي:يا من اغضبتم ربكم وعصيتم نبيكم وتنكبتم الصراط المستقيم,هلموا الى ربكم التواب الرحيم,هلموا الى الجنان والخيرات الحسان وأسرعوا لعلكم لا تعيشون الى رمضان القابل,ولا تغتروا بصغر اعماركم ولا بقوة ابدانكم.
فكم من صحيح مات من غير علة
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
عن انس وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر ثم قال:"آميين آميين آميين", قيل يا رسول الله علام امنت؟قال:"اتاني جبريل,فقال:يا محمد رغم انف رجل ذكرت عنده ولم يصل عليك,قل آميين,فقلت اميين,ثم قال:رغم انف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم خرج ولم يغفر له,قل اميين,فقلت اميين,ثم قال:رغم انف رجل ادرك والديه او احدهما فلم يدخلاه الجنة,قل اميين,فقلت اميين".(اخرجه الترمذي الحاكم عن ابي هريرة).
ان من ادرك مواطن الخير التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق ثم رغب عنها او تهاون بها لجدير بالخيبة والخسران والحرمان من الجنان وان دعوة جبريل عليه السلام التي أمن عليها النبي صلى الله عليه وسلم سوف تدركه اينما كان ولن تخطئه أبدا.
طوبى لمن وفقه الله سبحانه وتعالى لطاعته في هذا الشهر الكريم فصام نهاره واحيا ليله بالقيان وقراءة القرآن الكريم والتدبر في آياته والبكاء من خشية الله .قال عليه الصلاة والسلام:(بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون الا فقرا مُنسيا او غنى مطغيا او مرضا مفسدا او موتا مجهزا او هرما مفندا او الدجال فشر غائب يُنتظر او الساعة والساعة ادهى وامر)..اخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك عن ابي هريرة. وكان الحسن يقول :عجبت لأقوام أُمروا بالزاد و نودي فيهم بالرحيل وجلس اولهم على اخرهم يلعبون.