تذكر الموت علاج للنفس - منتديات ArabiaWeather.Com

العودة   منتديات ArabiaWeather.Com > المنتديات العامة (استراحة المنتدى) > المنتدى العام و تعارف الأعضاء > المنتدى الاسلامي

الملاحظات

المنتدى الاسلامي الموسوعة الدينية و يختص بالتعريف بالدين الأسلامي وكل ما يتعلق به

الاخبــــار

رد

 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
[ 02-15-2011 ]   رقم المشاركة 1

 

 

الصورة الرمزية weatherNheart

تاريخ التسجيل: Feb 2009

رقم العضوية: 1893

المشاركات: 1,214

الدولة/المدينة: Jordan

الارتفاع عن سطح البحر: 600 - 700 متر

شكراً: 66
تم شكره 214 مرة في 134 مشاركة

و الله أقولها إخواني عن تجربة: تذكر الموت مريح جداً خاصة عند الأزمات
الموضوع ليس موضع تشاؤم إخواني، ليست نظرة سوداوية، تذكر الموت يمنعك أن تخطىء
، تذكر الموت يعني أن تكون ناجحاً في الحياة فهو مطلب شرعي، تذكر الموت يعني أن تبتسم فهو مطلب شرعي، و لكن الموت أخطر حدث في حياتنا، الموضوع مصيري، إما إلا جنة إلى أبد الآبدين و إما إلى نار لا ينفد عذابها، و هو أشد الأحداث واقعية في المستقبل


الإنسان أحياناً تنتابه هموم و مصائب تعكر صفو حياته فيتذكر الموت فتصغر تلك الهموم أمام هذا الحدث الجلل فيرتاح
و عندما يكون في حالة من السرور و الرغد من العيش يتذكر الموت فلا يغتر بما حصل عليه في الدنيا

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال:
((أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بِمَنْكبي –يعني بكتفي-, فقال: كُنْ في الدنيا كأنك غَريبٌ، أو عابِرُ سَبيلٍ))
[أخرجه البخاري والترمذي عن ابن عمر]
(كن في الدنيا كأنك غريب)
الآن: أحدنا إذا ذهب إلى بلد, ونزل في فندق, في غرفة الفندق: وجد خطأ في الستائر, هل يتألم؟ ليلة واحدة, هل يشعر أنها قضية كبيرة, لا يوجد لها ذوق مثلاً؟ لا, ليلة واحدة, كيفما كان تمضي.
شعور الإنسان: أنه غريب, تُحل بهذا الشعور كل مشكلاته, شعور البقاء والديمومة, تنشأ منه كل المشكلات.
فالإنسان –أحياناً- يعتني, يعتني, يعتني, وقد نُسجت أكفانه, وهو لا يدري؛ فكم من إنسان بنى ولم يسكن؟ حصَّل شهادة ولم ينتفع بها؟ عقد قرانه ولم يدخل؟ فكن في الدنيا كأنك غريب.
((الموت ما ذكر في كثير إلا قلله, ولا في قليل إلا كثره))
الذي له حجم مالي كبير, الموت ينهيه, الموت ينقله إلى الصفر, الذي جمَّعه في عمر مديد, يخسره في ثانية واحدة, ومن كان يعاني من مشكلات كثيرة في الدنيا, الموت ينهي كل هذه المشكلات, وإذا كان له عند الله عملاً طيباً, يفتح له أبواب الأمل.
فلذلك: موضوع الموت؛ هناك من يتوهم أنه قضية تشاؤم, لا, أبداً, الموت أخطر حدث في حياة الإنسان, والله عز وجل قدمه على الحياة, قال:
﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ﴾
[سورة الملك الآية:2]
هذا كلام خالق الكون, لو كلام إنسان, أقول: قدم الموت على الحياة, هكذا, بلا سبب.
الإنسان –أحياناً- يقدم كلمة على كلمة, ولا يعني شيئاً, ولا يقصد شيئاً, قدم كلمة على كلمة, أما لما الإله العظيم, بكلامه الحكيم, يقدم الموت على الحياة, لأنه أخطر حدث في حياة الإنسان.
بالحياة هناك آلاف الخيارات, أما في الموت خياران لا ثالث لهما؛ إما إلى جنة يدوم نعيمها, أو إلى نار لا ينفد عذابها.
لا يتناقض الموت مع أن تؤسس عملاً, مع زواج, مع تأسيس شركة, مع نيل شهادة, هذا الشيء من إعمار الأرض, ومن لوازم الحياة الدنيا: أن يكون معك شهادة عليا, عملاً جيداً, تزوجت, أسست بيتاً, هذا لا يتناقض مع الموت, أما المعصية تتناقض مع الموت, عدم طلب العلم يتناقض مع الموت.
فالنبي -عليه الصلاة والسلام- من أساليبه الحكيمة: أخذ بمنكبي –من باب المودة, من باب الاهتمام-, كأنه أخذ بمنكبي وهزهما قال: ((كن في الدنيا كأنك غريب, أو عابر سبيل))
وأجمل شيء في الحياة: ألا يتفاجأ الإنسان, فالذي توقع الموت, ثم جاء الموت, لا يفاجأ به, أما الذي غفل عنه, يأتي الموت كالصاعقة:
﴿فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾
[سورة الزخرف الآية:83]
الموت يأتي كالصاعقة تماماً.

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
((الجنةُ أقربُ إلى أحدكم من شِراكِ نعْلِه، والنارُ مثل ذلك))
[أخرجه البخاري عن عبد الله بن مسعود]

الموت يأتي بغتة و القبر صندوق العمل
بلحظة كان شخصاً صار خبراً
بلحظة صار في القبر؛ لحظة صار على مشارف الجنة إذا كان مؤمناً, وعلى مشارف النار إن كان كافراً.
فقال عليه الصلاة والسلام:
((الجنةُ أقربُ إلى أحدكم من شِراكِ نعْلِه، والنارُ مثل ذلك))
[أخرجه البخاري عن عبد الله بن مسعود]
أحياناً الإنسان, يعني من زاوية عقلية محضة: إن كل الجهود موقوفة على فتحة الشريان, أو على نمو الخلايا, أو على سيولة الدم, هذه الدنيا –والله- مقامرة و مغامرة, أما الذي له عمل طيب في الآخرة, ما قامر أبداً

﴿فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾
[سورة طه الآية:72]

إن لم تفهم أنك مخلوق للجنة، و إن لم تقل أنه ليس هناك من هو أسعد منك إلا من هو أكثر إيماناً .... فهناك خلل في عقيدتك

الأصل الأبد, الأصل الجنة, الدنيا مؤقتة.
فلذلك الإنسان: لما ينقل كل اهتماماته للآخرة, الدنيا تغدو صغيرة جداً, حتى الموت سهل, ما الموت؟ الموت تحفة المؤمن, الموت عرس, الموت وقت قبض الجائزة, فتجد الصالحين أجمل ساعات حياتهم عند لقاء الله عز وجل.
يعني بطولتك: أن تهيىء نفسك إلى درجة: أنه إذا جاء ملك الموت, فأنت أسعد الناس, أما عند كثير من الناس , الموت أكبر مصيبة.

لذلك أعقل إنسان: الذي يستغل حياته الدنيا للعمل الصالح, والدنيا تأتي وتذهب؛ إن أتت لا نحفل بها, وإن ذهبت لا نأسف عليها, لأنها موقتة, يعني: هي أحقر من أن تكون عطاء من قبل الله, وأحقر من أن تكون عقاباً.

((فمن عرفها لم يفرح لعطاء, ولم يحزن لشقاء؛ -لأن العطاء موقت, والشقاء موقت-, قد جعلها الله دار بلوى, وجعل الآخرة دار عقبى, فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً, وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً, فيأخذ ليعطي, ويبتلي ليجزي))

" أكثروا ذكر هادم اللذات ، فإنه ما ذكره أحد في ضيق العيش إلا وسعه عليه ، ولا في سعة إلا ضيقه عليه "

الذي أتمناه على أخوتنا الكرام أن يفهموا أن الدين ليس كما يفهم كثير من الناس صومٌ وصلاة وحجٌ وزكاة ، بل والفهم السليم : أن الدين نهج تفصيلي

أكثروا ذكر الموت فإنه يمحص الذنوب ويزهد في الدنيا ، فإن ذكرتموه عند الغنى هدمه ، وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشكم .

أن يعلم الإنسان أن أمامه سؤالاً فهذا ضروري ، والحساب دقيق ، وأمامه جنة أو نار إلى الأبد ، شيء مخيف ، شيء مصيري .

عجبت لمؤمل والموت يطلبه ، وغافل وليس بمغفول عنه ، وضاحك ملء فيه لا يدري أساخط عنه الله أم راضٍ .

نحن في رحلة فإذا مضى ثلثا الوقت فالوقت المتبقي يخصص للاستعداد للعودة ، سافر إلى أي مكان ، فالرحلة عشرة أيام وبعد اليوم السابع تفكر في العودة ، في قطع التذاكر ، في جمع الأغراض، في شراء الهدايا ، في اختيار المركبة المناسبة ، بعد اليوم السابع التفكير ينعكس ، كيف نعود؟

أنواع الموت لا تعد و لا تحصى ، من موت بلا سبب إطلاقاً ، إلى مرض يدوم ثلاثين سنة طريح الفراش يعني بأعلى درجات القوة يموت ، و بأقلها يموت ، تصور سباق سيارات في طريق عريض، عشرة مسارب وهناك ألف سيارة للسباق بأنواع مختلفة من أكبر الحجوم إلى أصغر الحجوم ، من أغلى الماركات إلى أرخص الماركات و من أقوى المحركات إلى أضعف المحركات ، كل هذه السيارات الألف تتسابق ، هذا الطريق العريض الذي فيه عشرة مسارب ينتهي بجدار خمسين متر ، السيارة الأولى نزلت ، الثانية نزلت ، الثالثة نزلت ، الضعيفة نزلت ، الغالية نزلت ، الرخيصة نزلت ، آخر واحدة نزلت ، أول واحدة نزلت ، هذا لم يعد سباقاً ، هذا مثل سباق الدنيا .
الغني يموت ، الفقير يموت ، القوي يموت ، الضعيف يموت ، الذكي يموت ، الأحمق يموت ، الكافر يموت ، كلهم يموت .

إنسان بمنصب رفيع جداً كل أطباء النسائية تحت يده موظفين عنده ، وله زوجة قال بأول ولد فظل شهراً وهو يبحث عن أمهر طبيب ، له سمعة طيبة أخلاقه عالية وخبرته طويلة ، فاستقر رأيه أخيراً على أحد الأطباء فكانت منيتها على يديه أثناء الولادة ، وأحياناً بدوية يأتيها المخاض وهي في الطريق وتلد وتقطع الخلاص بحجرين .
الموت عجيب قد يفاجئ الشاب وهو بالخامسة عشرة

كفى بالموت واعظاً . ما أحد ينزل الموت حق منزلته إلا عبد عد غداً ليس من أجله
كم من مسـتقبل يـوماً لا يستكمله و كــم مـِنْ راجٍ غداً لا يبلغه
إنـك لو تـرى الأجل ومسيره لأبغضـت الأمـل و غـروره
وقال بعض العلماء : انظر : فالذي تحب أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم ، وانظر الذي تكره أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم واخرج عنه

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ weatherNheart على المشاركة المفيدة:
رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:54 AM.