إن منخفض البحر الأحمر منخفض سطحي يفصل بين مراكز الضغط الجوي المرتفع في الجزيرة العربيـة وشمال إفريقيـا . وبالرغم من كون ذلك المنخفض ظاهرة جوية دائمة تنشأ من التقاء رياح شمالية غربية باردة قادمة من حوض البحر المتوسط مع رياح جنوبية شرقية مدارية دافئة أو حارة ، فان تأثيره على دول الخليج ووسط وجنوب السعودية وأحيانا دول البحر المتوسط يرجع إلى أن مركز ذلك الحوض الذي يمثل منطقة تجمعّ للتيارات الهوائية الباردة والدافئـة يتزحزح مع بداية فصل الخريف نحو الشمال بحيث يقـع في الشتاء قبالة ميناء بورسودان ، ويتزحزح في الصيف نحو الجنوب بحيث يتمركز في منتصف الصيف قبالة ميناء واساوا في أثيوبيا .
لذلك ما أن يبدأ فصل الخريف حتى يبدأ المنخفض الهندي بالامتلاء والتراجع نحو الشرق ، وتبدأ درجة حرارة اليابس بالانخفاض التدريجي بينما تبقى مياه البحر الأحمر دافئة ، فيتكون ما يعرف بمنخفض البحر الأحمر وتؤدي الرياح الجنوبية إلى الجنوبية الشرقية إلى تغذيته وتعمقه وامتداده إلى المنطقة التي تتأثر بمنخفض علوي وتطور حالة عدم استقرار جوي تعتمد في شدتها على الفرق في درجة الحرارة ما بين الرياح السطحية والرياح في طبقات الجو العليا وكمية الرطوبة في الغلاف الجوي . أما إذا صاحب امتداد أخدود منخفض البحر الأحمر نحو الشمال مرتفع جوي في طبقات الجو العليا فأن ذلك يؤدي إلى هبوط الهواء الساخن من الطبقات العلوية ويحد من حالة عدم الاستقرار .
كما هو معروف يكون التيار النفاث هو الآخر منطقة التقاء التيارات الباردة والحارة مثل منخفض البحر الأحمر السطحي وهما الآن متواجدان في نفس المنطقة تقريبا احدهما عالي والآخر في الأسفل. التيار النفاث يقوم بسحب الهواء البارد من الشمال والهواء الدافئ من الجنوب وكذلك يريد منخفض البحر الأحمر ان يفعل وبذلك فأن كلاهما يتفاعلان ويؤثران كل على الأخر بالسلب فسرعة رياح التيار تبقى بطيئة وغير فعالة وترى منخفض البحر الأحمر ضعيف لا يكاد يتجاوز حدود البحر الأحمر.
هناك قول في ان المسافة بينه وبين طبقة ال 700 مليبار الأكثر تأثرا الآن بالجفاف بأنها بعيده والتيار النفاث لا يطال هذه الرطوبة ولا يؤثر في كثافتها فباعتقادي انه تماما مثل عندما نقول بأن هناك بونا شاسعا بين البحر وبخار الماء على طبقة 200 مليبار فإذا كانت هناك رطوبة علي هذه الطبقة فمن أين مصدرها؟ أليس هو البحر وهل هناك شي آخر. ولا ننسى بأن التيارات العلوية بالرغم من ارتفاعاتها الشاهقة وامتدادها لآلاف الأميال فان أصلها عبارة عن تيارات سطحية صاعدة ولا بد أن يكون لها تأثير على ما دونها في رحلة الصعود إلى الأعالي.
نزول التيار النفاث في الحالات القويةعلى منطقة الخليج مع ارتفاع الضغط على اوربا وبلاد الشام أمر معروف كما حصل في حالات سابقة ولكن ما إن تمر الحالة يرتفع الضغط على الخليج ويرجع التيار إلى مكانه الطبيعي.
وبشكل عام بالنسبة لي الأوضاع غير طبيعية على الأقل طوال ديسمبر الحالي. الأخاديد العلوية مستمرة في التأثير وعلى غير المعتاد، التيار النفاث يصل إلى أماكن بعيدة إلى الجنوب ومستقر بها ولا نعلم متى يعود. الأخاديد ما ان تغادر شرقا حتى تتفاعل بعنف مع رطوبة بحر العرب الذي دخل جزءه الشمالي الشرقي لعبة الشتاء وأصبح الطقس رطب وممطر كشواطئ سوريا الشمالية مع فارق الحرارة طبعا. هناك حالتين شتويتين أثرتا على الباكستان والثالثة في الطريق.
والسؤال المطروح ما سبب هجرة التيار النفاث الطويلة الى الجنوب؟ هل يعود التيار بسلام ام بحركة تصحيحية قوية شتوية؟ ولم لا تكون استوائية على المنطقة ؟ الله اعلم. هناك غياب تام للمرتفع الجوي العلوي عن المنطقة، الأمطار بالكاد تصل إلى اليابس فطبقة ال 700 مليبار رطوبتها ليست بالكثافة من بعد ال 26 نوفمبر وطبقة ال 850 هي الأخرى تعاني من الاستنزاف. هناك خط واضح يفصل بين الرطوبة الاستوائية والحالات الشتوية فلا تغذية كما كان يحدث وذلك لغياب دور المنخفض الحراري للبحر الأحمر.هذا الفاصل موجود ويحتاج إلى تفسير آخر إذا لم يكن التيار النفاث السبب الرئيس.
منقوووووووووول مركز العاصفة
رد: التيار النفاث
العرض العادي
