سيل معان ... هو كارثة حقيقية حدثت في ستينيات القرن الماضي
لا زالت في ذاكرة كل من عايشها وسمع عنها في ذلك الوقت
وقد وجدت عنها بعض التفاصيل "قبل واثناء وبعد" حدوثها في المدينة
فاحببت ان انقله لكم
والتفاصيل منقولة "بتصرف" عن مدونة
ذياب سداد ذياب ابو ذوابه الفناطسة
كارثة معان
حدث مؤلم تقشعر له الأبدان يذكره ابناء معان كواحدة من الكوارث الطبيعية التي أدمت قلب المدينة.
حدث سيل معان في الساعة السادسة وخمس واربعين دقيقة في صباح يوم الجمعة الموافق 11/3/1966 فجأة ودفعه واحده بدأ السيل بالارتفاع الى منسوب فوق ما كان عليه بمتر تقريبا واخذ يجتاح مساره الطبيعي القديم من الجهة الغربية من المدينه ,عند جسر الطريق الصحراوي, آخذا كل مافي طريقه من بيوت وسيارات ومتجها الى الشرق مارا بالسوق التجاري الى السجن في الوادي, وكان سريعا وقويا.
ومن المعروف ان الغالبية العظمى من بيوت معان ترابية وقد تصدعت من شدة ما انهمر عليها من مياه وزاد من خطورة الحال اندفاع السيل اليها فجرفت اساسات تلك البيوت المحاذية لمجرى السيل القديم او الواقعه في منخفضات مدينة معان, وبالرغم من الانذار المبكر بخطورة الموقف وبالرغم من الجهود التي بذلها رجال الامن والقوات المسلحة والدفاع المدني الا ان اندفاع السيل المنهمر على المدينة فاجأ اهالي مدينة معان واصابهم ارتباك شديد لم يعرفوا معه التصرف
ومع اندفاع السيل بدأت القوات المسلحة والامن العام والدفاع المدني في المدينة اتخاذ اجراءات الاسعاف والانقاذ,وكانت الاجراءات المتخذة من قبل هذه القوات تتميز بالشجاعة والمقدرة وقبل كل هذا السرعة, لقد نجح الانذار المبكر ومكن التجاوب السريع مع عاصفة المطر بتحريك القوات المسلحة للنجدة قبل وقوع الكارثة بثلاث ساعات, ومرافقة الامن العام والدفاع المدني والجهاز الاداري في المحافظة لتطورات الموقف منذ الساعه الواحدة. ومع بداية الامطار مكن ذلك كله هذه القوات من تخفيض عدد ضحايا الكارثة الى ادنى حد ممكن اذا اخذنا بعين الاعتبار عدم تجاوب الاهالي الا في آخر لحظة وعند بدء الكارثة. ولو تجابوا مع اول انذار لما ذهبت ضحية واحدة من الاهلي ولكانت الخسائر المادية فقط.
وقد ارتفع عدد الشهداء بسب ردم البيوت الترابيه عليهم او اخذهم السيل الى خارج المدينة حيث وجت اكثر من عشرين جثة اخذها السيل معه.
اما الذين حصورا تحت الانقاض فلم يكن هنالك فرصة لنجاتهم وذالك لعدم امكانية دخول الهواء اليهم من خلال الطين.
فالبيت الترابي عندما يبتل بالماء ويهدم على اصحابه يصبح كتلة طين واحدة يصعب التنفس تحتها وكان الامل الوحيد للنجاة هو التجاوب مع الانذار والخروج من البيوت قبل الكارثة, وان السيل قام بمداهمة السوق القديم واسقط المسجد الهاشمي الذي في الصوره
بعض الاحصائيات للخسائر الانسانية:
أ- بلغ عدد الشهداء (85) شهيدا من اهالي معان.
ب- بلغ عدد المفقودين (7) اشخاص.
ج- جرى دفن سبعة شهداء لم يتعرف عليهم احد
د- بلغ عدد الشهداء من الحجاج (10)
و- بلغ عدد الجرحى(86) جريحا تمت معالجتهم في مستشفى معان
ي- بلغ عدد الجرحى الذين نقلوا الى عمان (7)
ومن المأساه الكبيره ان هناك عروسين جرفهما السيل في احضانه في ليلة زفافهما وهما في عش الزوجيه.
وبعض الاهالى في معان قد اصيب باحباط شديد جدا مما عاشوا فيه من خوف رهيب و بعض الناس فقدو عقولهم وبعضهم امتنع عن الزواج واصيب بصدمة كبيرة أدت الى موته ومنهم شخص يدعى هاني سكر كان السيل سبب صدمه قويه له حيث انه امتنع عن الزواج وانعزل عن الاخرين حتى انه لم يستطع ان يتحمل هذه الصدمة ولقى حتفه نتيجة ذالك
هذا هي بعض الصور عن الاضرار المادية والانسانية والمعنوية
الناجمة عن الكارثة
(((كيفية تدخل الدوله في كارثة معان))
كان تدخل الدوله في كارثة معان سبب مهم جدا في اخرج اهالى مدينة معان الفقراء والناس كافه من حالة الحزن التي كانوا فيها حيث امر جلالة الحسين بن طلال رحمه الله ببناء مدينه كامله على سطح معان لاكن كبار وشيوخ معان لم يقبلوا بهذا الشيء فقرر بتشكيل لجنة اعمار معان من السادة :
1-معالي وزير المالية
2-معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل
3-معالي وزير الداخلية
4-معالي وزير الاشغال العامة
5-رئيس مؤسسة الاقراض الزراعي
6-مندوب عن عطوفة القائد العام المسلحة
والمهمة الرئسية للجنة هي الاشراف على تولي كافة شؤون اعمار المدينه ويكون لها حق طرح العطاءت وتنفيذ الانشاءات دون الرجوع الى اي جهة اخرى.
اهم القرارات التي اصدرتها لجنة اعمار معان :
1-بناء 120وحدة سكنية مجمعة في حي واحد منها 15 وحدة مؤلفة من غرفتين وملحقاتها ,25وحدة مؤلفة من ثلاث غرف وملحقاتها, 80 وحدة مؤلفة من اربع غرف وملحقاتها وذالك لتوزيعها على العائلات التي فقدت منازلها في الكارثة.
2-تعبيد وتزفيت كافة الشوارع الازمة.
3-بناء سوق تجاري لهذه الضاحية.
4-بناء 12وحدة سكنيه مختلفة للموظفين في حي الشعار بلمدينة مع بناء مجمع للدوائر الحكومية.
وقد تم المباشرة في العمل بتاريخ 11/6/1966 وبعض الاعمال بوشر العمل فيها قبل هذا التاريخ
وهناك بعض الدول المانحة التي ساهمت في بناء هذه المشاريع وهي:
**امارة ابو ظبي**
**دولة الكويت**
**المملكة العربية السعودية**
**ليبيا**
وقد شيد نصب تذكاري للدول التي ساهمت في انجاز هذا المشروع الخيري والذي تم من خلال هذا المشروع اعادة اعمار مدينة معان في عهد صاحب الجلاله
الملك الحسين بن طلال سنة 1387هجري/1967ميلادي.
(( قصة لاحد الناجين من الكارثة ))
حكمة الله ثم حكمة الحاج ابو ماجد وحسن التصرف
انقضه من الموت
هذا هو احمد علي محمد ابو طويلة سوف يقوم برواية قصته ومعاناته لكم التي كان سببها السيل.
كانت تجربتي اسوء تجربة مررت بها طوال حياتي حيث اني لم اشهد لها مثيل على الاطلاق.
وفي ذالك اليوم الذي حدثت فيه الكارثة استيقظت من النوم لكي اصلي صلاة الفجر في مسجد الهاشمي لكني لاحظت شي غريب قد حدث وهو ان والدي لم يوقظني الى الصلاة لان العادة جرت ان ابي كان يقوم بايقاظي الى الصلاة الفجر يوميا لكنني قررت ان اذهب واقوم بايقاظه وحين ذهبت وقمت بايقاضه لكنه لم يستجب لي لانه كان غارقا في النوم وقلت في نفسي لمَ اذهب وابي لم يذهب
حينها قرت ان اعود الى دكاني هذه
التي كنت اخلد فيها الى النوم لكي اقوم بحمايتها من اللصوص لان معان في ذالك الوقت كان يوجد فيها سرقات كثيرة وبعد صلاة الفجر مباشره سمعت اصوت عاليه والارض اخذت بالهتزاز من تحتي فحينها قررت ان اخرج وارى ماذا يحدث في الخارج وما سبب هذه الاصوات التي صدرت وعندها رايت مشهدا مخيفا لن انساه طوال حياتي رايت السيل يتجه نحو دكاني الذي حاصرها من جهاتها الثلاث
ثم اغقلت باب دكاني واسرعت باغلاق الثقوب الموجودة بباب دكاني بالقطن و اكياس الخيش التي كانت موجوده في دكاني مع انني كنت مدركا ان هذا الامر فيه خطر كبير علي لان في اي لحظة يصل السيل الى باب الدكان ويدمره ولكنني فكرت في السيل وما الذي سوف يحصل لي فقلت في نفسي سوف اقوم بعمل صائب يبقيني على قيد الحياة ثم من بعد ذلك قمت بالصعود الى السدة الموجوده بدكاني وصعدت على قمة السلم الذي كان موجدا في السدة وفي هذا مخاطرة كبيره لان اي حركة خاطئة مني تدلي بحياتي الى الموت وعندها اقتحم السيل دكاني ووصل ارتفاعه الى مترين تقريباً وحينها قمت بتثبيت نفسي بخشبه كانت موجودة في السقف وكاد ان يغمى علي من شدة الخوف وحينها كان عمري يتراوح مابين 20 و 21 سنه ثم ادركت ان منسوب المياه قد انخفض وحينها قمت بالنزول الى الخارج وشاهدت مشهدا لن انساه طول عمري وهو ان السيل قد دمر كل شي في طريقه ثم بدأنا في انقاذ الناس واخراج الجثث من الطين ومساعدة الناس وتقديم يد العون الى الاخرين .
ومن الاشياء المحزنة التي مررت بها هي وفات اعز اصدقائي وهم
(محمد سكر وابنه صاطع) وايضا الشيء الذي صدمت به هو ان مسجد الهاشمي الذي كنت سوف اذهب اليه انا وابي قد دمره السيل وسقط على المصلين
و
قد كان اصدقائي من الطبقه الفقيرة جدا وكما ان الاحداث انقلبت على اشخاص كثيرين كالذين فقدو اثباتاتهم الشخصية وبيوتهم ومتاجرهم وجميع الوثائق التي كانت بحوزتهم.
ومن الاشياء التي اثارت دهشتي ان احد السكان عندما جرفه السيل قام بسباحة فوق السيل فشاهد جذع شجرة كبيرة فتعلق بها ونجى من هذه الكارثة
ومن الاشياء التي احزنتني ان بعض السكان الذي جرفهم السيل سقطوا في سجن معان القديم الذي يبلغ ارتفاعه ما يقارب الاربع امتار ويزيد عن هذا بقليل
ومن الاشياء التي قد دمرها السيل فندق قديم كان في معان دمر كاملا وقد كان رواده قد عزموا على الرحيل في نفس الليله التي حدثت فيها الكارثة .
ومن اجمل الاشياء التي شاهدتها موقف يبن قدرة الله عز وجل وهو ان السيل التقى على قبر الشيخ (عبدالله) من جميع الجهات ومع هذا كله لم يتضرر الحائط الذي كانت حول هذا القبر وقبره يقع قرب سجن معان شرقي القلعه وهذه الحادثة تركت في داخلي اثر كبير جدا .
((الصوره تتكلم))
صورة لسوق معان القديم الذي
داهمه السيل
ساحة الفناطسة تقع بلقرب من ديوان الفناطسة
وهذه الصورة تبين لنا شكل الابنية التي بنيت من اللبن
هذا هو المسجد الهاشمي الذي دمره السيل