كثر الحديث وطال حول نهاية العالم وتوقعات المايا والانكة , حتى العراف نوسترداموس (1503-1566) كتب عن النهايه التي يعتقد الكثيرون انها على الأبواب , لذا رايت انه من الأفضل الان ان نقوم بتحليل المعطيات العلميه ونقارنها بما ورد عن الحضارات ونبين وجه التشابه والاختلاف ونميز ايضا الحقيقه من الخرافه .
لا أحد ينكر ان الارض ومناخها يتغيران بشكل سريع ولا ابالغ حين اقول بشكل " غير مفهوم " فمعظم الدراسات والأبحاث وبرامج المحاكاه الكمبيوتريه المتطوره لم تنجح في رسم سيناريو سير المناخ على كوكبنا الأزرق للمرحلة المقبلة , السبب الأساسي لصعوبة التوقع هو كثرة المتغيرات المناخية وتعقيدها ؛ فعلى سبيل المثال ارتفاع درجه حرارة اليابسه (الاحتباس الحراري) يؤدي الى زيادة حرارة الماء باتالي زيادة التبخر مما يؤدي الى زيادة نسبة الغيوم في السماء بالتالي عكس كميه اكبر من الاشعاع الشمسي الواصل الى الغلاف الجوي مما يؤدي الى انخفاض كمية الاشعاع الشمسي الواصل الى الأرض بالتالي انخفاض الحراره مرة اخرى بما يشبه نظام التغذيه الراجعه .
لكن اين التعقيد في ذلك ؟؟
التعقيد يكمن ان لدرجة حرارة الماء علاقه مباشره مع كمية الغازات الذائبه فيه( اي الذائبيه ) , واي تغير في درجة حرارة الماء يؤدي الى تقليل او زيادة الذائبية , حيث انه تقل ذائبية الماء للغازات مع ارتفاع حرارتة , وبما ان الماء يغطي اكثر من 70% من كوكبنا فان اي تغير في ذائبيتة سيؤدي الى طرح كميات هائله من الغازات خصوصا ثاني اكسيد الكربون الى الغلاف الجوي ( بالتأكيد اتحدث هنا في حالة ارتفاع حرارة الماء )مما سيؤثر سلبا على عملية التغذيه الراجعه السابق ذكرها , ناهيك عن التاثير المباشر على الحياه البحريه وعلى الطحالب التي تعتبر اكبر وافضل منتج للاكسجين .
نرى انه عاملان فقط يؤديان الى ارباك شديد فكيف بعشرات وربما بضعة مئات من العوامل لرسم سيناريو المناخ !!
لنحلل بعض الوقائع الان ولنبدأ بزلزال المحيط الهندي 2004 الذي قدرت قوته ب درجات 9 على مقياس ريختر، والذي وقع في 26 ديسمبر 2004، ولد تسونامي ادت إلى مقتل 300,000 تقريباً من البشر. وتكبدت اندونيسيا أعلى نسبة من الخسائر في الممتلكات والضحايا، وتعد موجة المد هذه من أكبر الكوارث الطبيعية في التاريخ الحديث. الزلزال الذي وقع في المحيط الهندي يعد الأعنف من نوعه منذ زلزال الجمعة الكبير الذي قدر ب9.2 درجات في ولاية الاسكا الأمريكية.
تسونامي قام برفع مستوى البحر لدى الشاطئ إلى ارتفاع 15 متراً نتيجة كمية المياه الهائلة القادمة من عرض المحيط باتجاه الشاطئ، وكانت اندونيسيا، سريلانكا، الهند، وتايلاند من أكثر المتضررين من موجة المد لقرب هذه الدول من مكان الصدع الأرضي.
حاله استثنائيه لزلزال وكنها ظاهره طبيعيه 100% خصوصا في منطقة المحيط الهندي النشطه زلزليا .
الإعصار جين (2004)
يعتبر الإعصار جين الأسوأ والأكثر ضرراً بين الأعاصير التي وقعت عام 2004. ففي الرابع والعشرين من سبتمبر اجتاح هذا الإعصار برياح بلغت سرعتها 240 كيلومتراً في الساعة هايتي وجزر البهاما ووصل في نهاية الأمر إلى ولاية فلوريدا الأميركية. ونجم عن الإعصار موت أكثر من ثلاثة آلاف شخص في هايتي بالإضافة إلى عدة عشرات في الدومينيكان وبورتو ريكو وفلوريدا.
ويقول الخبراء ان الإعصار جين يحتل المركز الثاني عشر بين الأعاصير الأكثر تدميراً في تاريخ المحيط الأطلسي وقد أطلق عليه السكان وصف الإعصار الحقير.
لكن حدوث الاعاصير هو امر طبيعي ايضا لكن هناك المزيد!
الإعصار كاترينا (2005)
يعتبر هذا الإعصار الأسوأ والأكثر أضراراً بين الأعاصير كافة التي ضربت السواحل الأميركية حتى الآن، كما أنه يحتل المركز الخامس (لا اعلم ان كانت هذه الاحصائيه قبل او بعد الاعصار ساندي)بين أقوى الأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة في تاريخها.
وقد سبَّب هذا الإعصار والفيضانات التي تبعته وفاة قرابة ألفي شخص أما الخسائر المادية فقد تجاوزت الثمانين مليار دولار.
وكان هذا الإعصار قد تشكل في أجواء جزر البهاما في 23 أغسطس واشتد بصورة رهيبة فوق خليج المكسيك قبل أن يضرب المناطق الجنوبية الشرقية لسواحل ولاية لويزيانا يوم 29 من الشهر ذاته ويصل إلى أواسط تكساس المجاورة قبل أن يتجه شرقاً إلى فلوريدا ملحقاً أضراراً فادحة في العديد من الولايات.
قبل وصول الإعصار إلى لويزيانا حذرت الأرصاد الجوية من المخاطر لكنها لم تتوقع أن يكون الإعصار قادراً برياحه التي بلغت سرعتها مائتي كيلو متر في الساعة على اقتلاع وجرف السدود المقامة على الشواطئ لحماية المنطقة وبالذات مدينة نيو أورليانز التي تقع تحت مستوى سطح البحر.
الإعصار ستان (2005)
شهد عام 2005 العديد من الكوارث الطبيعية فبعد أقل من شهر على إعصار كاترينا أي في 17 سبتمبر تشكل فوق المحيط الأطلسي الإعصار ستان.. ومع أن التقديرات أشارت في البداية إلى أنه سيكون ضعيفاً إلا أن الأمر تغير بشكل كبير وسبَّب هذا الإعصار موت ما لا يقل عن ألف وخمسمائة شخص بالإضافة إلى أضرار مادية فادحة في المكسيك وغواتيمالا وغيرهما من دول أميركا الجنوبية.
هنا نلاحظ ان العواصف و الظواهر الطبيعيه بدأت تون اعنف , كما ان عنفها اصبح منتظما لكن ما زال هناك المزيد !!
زلزال باكستان/ كشمير (2005)
في الثامن من أكتوبر ضرب زلزال مدمر بلغت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر الجزء الباكستاني من كشمير مما سبَّب مقتل أكثر من خمسة وسبعين ألف شخص ووصلت الهزات الارتدادية إلى العديد من الدول المجاورة كالصين وطاجيكستان.
زلزال إندونيسيا / جاوا (2006)
في 17 يوليو أي بعد سنة ونصف السنة على الزلزال والتسونامي اللذين ضربا إندونيسيا، ضرب زلزال آخر منطقة جاوا الإندونيسية بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر مما سبَّب مقتل سبعمائة شخص وإصابة أكثر من عشرة آلاف.
نلاحظ تكرار الظواهر المدمره وهذا الأمر لم يعد طبيعي وهنا دق ناقوس الخطر !
عصار ميانمار (2008)
في الثاني من مايو ضرب إعصار قوي العديد من مناطق ميانمار (بورما سابقاً) بما فيها العاصمة رانغون مما سبَّب مقتل ما لا يقل عن مائة وثمانية وثلاثين ألف(للتاكيد 78 الف حسب وكيبيديا ) شخص (نعم قتل اكثر من مئة الف تاكد ان لم تصدق !)بالإضافة إلى خسائر مادية فادحة قدرت بعشرة مليارات دولار, ونجم عن هذا الإعصار تشريد عدة ملايين من البشر الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى.
عواصف وزوابع الجنوب الأميركي (2008)
تعرضت الولايات الجنوبية لسلسلة عواصف هوجاء في هذا العام. ففي يومي 5 و 6 فبراير ضربت عاصفة مدمرة وتبعها 87 إعصاراً العديد من المناطق في ولايات أركنساس وأيوا وجورجيا وأكلاهوما.. وفي 26 مايو ضربت العواصف المدمرة هذه الولايات للمرة الثانية مما سبَّب مقتل ما لا يقل عن مائة وخمسة أشخاص وهو أعلى رقم للخسائر البشرية الناجمة عن العواصف التي ضربت أميركا طوال السنوات العشر الأخيرة( هنا ايضا لا اعلم ان كان الاعصار ساندي قد حسب في هذه الاحصائيه ).
عواصف أستراليا الرملية (2009)
يقول خبراء الأرصاد الجوية إن العواصف الرملية التي ضربت البلاد يوم 23 سبتمبر هي الأسوأ التي تشهدها أستراليا منذ سبعين عاماً وأكثر.. فقد غطت العاصفة عشرات المناطق المأهولة بطبقة كثيفة من الرمال الحمراء كما أن أجواء المنطقة قد ملأها التراب.
ويضيف الخبراء أن الرمال غطت عشرات المدن والقرى بصورة لم تشهدها البلاد في تاريخها الطويل وذلك بعد موسم من الجفاف والقحط.
زلزال هايتي (2010)
ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر العاصمة بورت أوبرنس في 12 يناير مما سبَّب موت ما لا يقل عن مائتي ألف شخص وتشريد عدة ملايين من سكان العاصمة والمناطق المجاورة، أما الأضرار المادية فلا تزال السلطات عاجزة عن تقديرها بسبب الدمار الكبير الذي سببه الزلزال.
زلزال تشيلي (2010)
بعد أقل من شهرين على زلزال هايتي ضرب زلزال مدمر تشيلي المجاورة يوم 27 فبراير مما سبَّب مقتل أكثر من خمسمائة شخص لكن الأضرار المادية كانت فادحة جداً وتوزعت على ثماني ولايات بما فيها العاصمة سانتياغو.
وتبعت الزلزال الذي بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر أمواج عاتية ضربت المناطق الساحلية وكانت مدينة كونابسيون ثانية أكبر مدن البلاد هي الأكثر تضرراً من الفيضانات التي سببها تدفق مياه البحر نحو اليابسة.
فيضانات باكستان (2010)
تعرضت باكستان خلال شهري يوليو وأغسطس لفيضانات مدمرة سبَّبت مقتل ما لا يقل عن ألف وخمسمائة شخص وتشريد أكثر من سبعة عشر مليوناً.
وقال خبراء الأرصاد الجوية إن هذه الفيضانات هي الأسوأ التي شهدتها باكستان في تاريخها، ووجد الناجون من هذه الفيضانات أنفسهم يواجهون خطر انتشار الأمراض بسبب الجثث التي تحللت وتفسخت وانقطاع مياه الشرب عن السكان في إقليمي السند والبنجاب.
عواصف كاليفورنيا (2010)
تعرضت معظم مناطق كاليفورنيا في شهر ديسمبر لسلسلة عواصف رعدية ماطرة ألحقت أضراراً فادحة بالولاية التي لم تكن قد تمكنت من السيطرة على الحرائق الكبيرة بعد مما دفع حاكمها لإعلان حالة الطوارئ.
وقد أُخليت المناطق المتضررة من سكانها بسبب الانهيارات الأرضية التي جرفت العديد من المنازل.
بركان أيسلندا (2010)
كأن العالم لم يكفه ما أصابه من زلازل وتسونامي سنة 2010 فجاء بركان أيسلندا ليلحق أضراراً فادحة بالبلاد كما سبَّب إغلاق المجالات الجوية للدول الأوروبية كافة ووقف حركة الطيران في مطارات هذه الدول.
وقدرت الخسائر التي تكبدها قطاع الطيران وحده بأكثر من مائتي مليون دولار كل يوم.
انهيارات البرازيل (2011)
ابتداء من 13 يناير غمرت مياه الفيضانات والانهيارات الأرضية عشرات القرى والبلدات في المناطق الجنوبية من البرازيل وسببت مقتل أكثر من خمسمائة شخص.
هنالك الكثير من الكوارث لكن ساكتفي بهذا القدر . هنا سانهي الجزء الاول من هذا التحليل وقريبا انشاء الله الجزء الثاني والخاص بالمنطقه العربيه خصوصا والعالم عموما .
ارجو لكم السعاده .
راسلوني لأي تصحيح او سهو او تعليق وشكرا
معتز الشافعي