4/9/2008
أجبرت أمطار غزيرة وارتفاع مستوى مياه الفيضانات مئات الآلاف من البشر والفيلة وحيوانات وحيد القرن في شمال شرق الهند على الفرار مع اتساع مأساة الرياح الموسمية في جنوب آسيا.
وفي ولاية بيهار الهندية في شرق البلاد هاجم ضحايا فيضانات يائسون مخزنا ونهبوا إمدادات غذائية بينما ارتفعت المياه في الأنهار الرئيسية في بنجلادش المجاورة إلى مستويات خطيرة وانغمرت أجزاء جديدة من البلاد بالمياه.
وفي ولاية اسام في شمال شرق الهند تسببت أمطار غزيرة في ارتفاع مستويات المياه الثلاثاء مما اضر بأكثر من مليون شخص وعرقل شبكات الطرق لليوم الثاني على التوالي.
وهربت الحيوانات إلى أراض مرتفعة في محمية كازيرانجا الوطنية بعد أن فاضت المياه عن ضفتي نهر براهمابوترا لتغزو معظم المحمية التي يعيش فيها أكثر من نصف حيوانات وحيد القرن الموجودة في العالم.
وقال مسؤولو غابات إن عجلين على الأقل من حيوانات وحيد القرن غرقا وأن قطيعا يضم 100 فيل جرفتها مياه الفيضانات.
وقال اس. ان. بوراجوهيان المسؤول البارز في حماية الغابات (إننا قلقون خشية أن ينتهز الصيادون المتنمرون الفرصة ويقتلوا وحيد القرن والفيلة بعد خروجها من المناطق المحمية إلى مناطق أكثر أمنا).
وفي ولاية بيهار شردت الفيضانات بالفعل نحو ثلاثة ملايين شخص وأودت بحياة 90 شخصا على الأقل.
ونهب مئات القرويين الذين تسلحوا بالعصي مخزنا للطعام في منطقة مادهيبورا واستولوا على عبوات غذاء بينما فر أفراد الشرطة للاحتماء. ونهبت أيضا شاحنات حكومية محملة بالغذاء.
وقال مسؤول إغاثة محلي يدعى بيجيندارا براساد ياداف (لا يمكننا التصدي للحوادث رغم بذل قصارى جهدنا... هذه (الحوادث) شائعة جدا أثناء فترات الفيضانات).
وانعزل كثير من القرويين في منطقة بيهار الفقيرة فوق الأسطح لأيام دون طعام بينما اضطر آخرون للإغتذاء على النباتات وأوراقها كي يظلوا على قيد الحياة.
وكان فيضان نهر كوسي قد أدى إلى انهيار سد في نيبال في أواخر الشهر الماضي واكتسحت المياه مئات القرويين في أنحاء الولاية ودمرت 250 ألف فدان من الأراضي الزراعية.
وأظهرت صور تلفزيونية قرويين يائسين يقودون ماشيتهم إلى نهر كوسي لعدم توافر ما يطعمون به حيواناتهم.
ومنذ أن بدأ هبوب الرياح الموسمية في جنوب آسيا في يونيو حزيران لقي أكثر من ألف شخص حتفهم في فيضانات ومعظم الضحايا المسجلين سقطوا في ولاية اوتار براديش الهندية في يوليو تموز.
ويقول بعض الخبراء إن الفيضانات سببها أمطار اغزر من المعتاد أسقطتها الرياح الموسمية بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري بينما يقول آخرون إن السلطات تقاعست عن اتخاذ إجراءات وقائية لتحسين البنية التحتية.
وبينما يرتفع مستوى مياه الفيضانات في اسام وبنجلادش تنحسر مستويات المياه في بيهار وتريد الحكومة إجلاء كل القرويين الذين تقطعت بهم السبل خلال الأيام الثلاثة المقبلة.
وانتقدت وكالات إغاثة أسلوب معالجة الحكومة للازمة قائلة إنها كان يجب أن تبذل جهدا اكبر في استباق الكارثة وتخطيط عمليات الإغاثة لان المنطقة تضربها الرياح الموسمية كل عام.
وقال مسؤولون انه تم إجلاء اكثر من 560 ألف شخص حتى الآن في بيهار ونقل نحو 200 ألف إلى معسكرات الإغاثة الحكومية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن أول قطار يقل ضحايا الفيضان في بيهار وصل إلى نيودلهي الاثنين شاكين من قلة المساعدات الحكومية أو انعدامها.