سؤال : ما أفضل صيغة يصلي بها الإنسان على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أو بمعنى آخر ، بعضهم يقول : أريد صيغة أصلي بها ، من أجل أن أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الجواب : كل الذي كتبه العارفون في هذا الأمر ، وكل واحد كتب على مذهبه ، وعلى مشربه ، عن الصيغة التي وصل بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : هذه هي ، لكن إذا نظرنا إلى لب الأمر ، وحقيقة الأمر ، فهو لم يصل بالصيغة ، ولكن وصل بالحب الموجود في قلبه أثناء أداء هذه الصيغة ، فحب رسول الله يجعل فؤادك مشغولاً بالنظر إلى محياه ، وصلِّ عليه بأي صيغة ، يكشف لك الله عن جماله ، وبهائه صلوات الله وسلامه عليه
ليس الموضوع موضوع الصيغ ، أنا أصلي بصيغة {اللهم صلَّ على من انشقت منه الأسرار وانفلقت منه الأنوار} أو بصيغة فلان أو فلان ، لكني أصلي وأنا مشغول ، وقلبي مع العيال ، أو المشاكل ، أو المشاغل ، سآخذ الأجر والحمد لله ، لكن لن أخذ الفضل، واحد يريد الأجر ، وآخر يريد الفضل
وما هو الفضل؟ فالفضل أنى أراه ، وأتصل به ، وأتكلم معه ، أن أكون طوع أمره ، يوجهني أفعل هذا ، وأسوى هذا ، ولا تفعل هذا لأنني ماشى بالأمر منه دائماً ، فهذا هو الفضل ، وأي صيغة بعد ذلك تصحُّ
ولذلك فإن أحد العارفين كانت الصيغة التي وصل بها لرسول الله ، طوال جلوسه ، أو ذاهباً ، أو عائداً، أو ماشياً ، أو نائماً يقول : عليه الصلاة عليه والسلام ‘ عليه الصلاة والسلام ‘ عليه الصلاة والسلام ‘ فقط ، فالناس تسمع : عليه الصلاة والسلام ، ولكنه في الحقيقة ، عندما يراه أو يرى قبساً من أنواره يقول : عليه الصلاة والسلام ‘ عليه الصلاة والسلام . فهذا وصل بهذه الصيغة ، فهو أولاً وصل بقلبه ، وبالقلب الذي امتلأ بحب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأي صيغة بعد هذا توصل إلى سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فبهذا عندما يصلي عليه ، يستحضر المعاني ، ويستحضر هذه الكمالات ، حتى يستطيع أن يستقبل الأنوار المحمدية ، لكنا نقولها كلام ، فنأخذ الثواب ، لكن الفضل يحتاج شيئاً آخر ، يحتاج حضور واستحضار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد هذا ما هي الصيغة؟ أي صيغة تصح ، فمثلاً أنا معي سيارة مرسيدس موديل 2014 ، والمحرك يحتاج إلى عمرة ، وآخر معه سيارة أوبل موديل 1920 ، لكن المحرك سليم ، أيهما توصل أسرع ؟ فالمهم المحرك ، وليس هنا المهم ماركة السيارة ، لكن المهم المحرك ، فأيضاً المهم عندك المحرك وهو القلب
فهو الذي سيوصلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان قلبي سليم ، فأي صيغة تصح ، وأريد أن أقول شئ لكم : من الممكن أنكم لم تسمعوا أنه يوجد كبار أولياء ، وصالحون ، ولا يعرفون أن يتكلموا العربية، فيوجد أولياء في أفغانستان ، وفي روسيا ، وفي الهند ، والصين ، أولياء ولهم كرامات ، لا تعد ، ولا تحد ، ولا يعرف أحدهم أن يتكلم اللغة العربية ، فكيف وصل إلى هذه الدرجة؟
إنه يتكلم باللغة الإلهية ، وهي لغة القلوب ، فيعرف يستحضر نفسه مع الله ، ويخشع مع الله ، فالمهم القلب ، فما دام الإنسان قلبه سليم ، فليصلَّ بأي صيغة يصل إلى الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم