انكماش الانهار الجليدية في التبت يقلل من امدادات المياه قبل حلول 2050
Sat Jan 17, 2009 5:51am GMT
نيويورك (رويترز) - قال خبراء ان ملياري شخص تقريبا في اسيا ابتداء من سكان المدن الساحلية وحتى البدو رعاة الابقار سيبدأون في المعاناة من نقص المياه في العقود المقبلة حيث سيؤدي ارتفاع حرارة الارض الى انكماش الانهار الجليدية في هضبة التبت.
وتضم الهضبة اكثر من 45 الف نهر جليدي تتكون خلال الموسم الثلجي ثم ترتشح الى الانهار الرئيسية في اسيا وبينها نهر يانجتسي و يلو و براهمانبوترا وميكونج.
وتتزايد درجات الحرارة في الهضبة التي يصفها بعض العلماء بأنها "القطب الثالث" نظرا لالواحها الجليدية الكبيرة بشكل أسرع بمعدل الضعف مقارنة بأجزاء اخرى من العالم كما يقول لوني طومسون المتخصص في علم الانهار الجليدية في جامعة ولاية اوهايو والذي جمع نماذج ثلجية من الانهار الجليدية في كل انحاء العالم على مدار عقود.
ونظرا لذوبان الانهار الجليدية بمعدلات اسرع بسبب ارتفاع درجات الحرارة ظهر شعور زائف بالامن بشأن امدادات المياه عبر انحاء اسيا كما قال طومسون يوم الجمعة.
وقال في اجتماع بشأن تغير المناخ في الجمعية الاسيوية في مانهاتن انه اذا استمر الذوبان في المستويات الحالية فان ثلثي الانهار الجليدية في الهضبة يرجح ان تنتهي قبل حلول 2050.
وقبل ذلك الوقت ستحدث بداية حيث يبدأ الناس الذين يعتمدون على المياه في رؤية تضاؤل لامدادات المياه.
وقال طومسون "الشىء المفزع ان كثيرا من الانشاءات والمدن واساليب الحياة التي نمت في هذه المنطقة عبر السنوات المئة الاخيرة اعتمدت على وفرة المياة".
ويقول جيوف دابيلكو مدير برنامج البيئة والامن في مركز وودرو ويلسون الدولي للاكاديميين في واشنطن في اتصال هاتفي ان هناك ملياري شخص تقريبا في الصين والهند وباكستان وبنجلاديش وبوتان سيتأثرون بالنقص في المياه مع تباطؤ الانهار.
وقد يشمل هذا النقص في المياه ايضا المدن الساحلية في شرق الصين التي ستتأثر بفعل ارتفاع مستويات البحار من جراء الذوبان.
وفي الاسوأ قد يؤدي النقص في المياه الى حروب جديدة في المنطقة بسبب ندرة الموارد كما يقول روبرت بارنت استاذ دراسات شؤون التبت في جامعة كولومبيا خلال الاجتماع.
وقال طومسون ان بناء السدود لاحتواء المياه الذائبة يمكن ان يساعد في حالات معينة لكنه بشكل عام حل غير جيد نظرا لانها تواجه عادة معارضة من السكان المحليين والشعوب في الدول والمناطق في اتجاه مجرى النهر من الانشاءات.
ويقول الخبراء ان اتفاقا دوليا للحد من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري التي تنبعث من المداخن وانابيب طرد الغازات المستنفدة من المحركات وكذلك من حرق الغابات يمكن ان يساعد في نهاية الامر في الابطاء من الذوبان.