خاطرة رقم "1"
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الخلق وسيد المرسلين حبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين ..
لا تمر مسرعاً من هنا وعيناك تبحث عن آخر هذا الموضوع وبالتحديد على صندوق الرد السريع لتسجل رد هنا وتزيد من عدد نقاط مشاركاتك في هذا المنتدى !!
تمهل اخي / اختي .. هل رأيت العداد الذي يسجل لك عدد نقاط اشتراكك هنا ويزيد لك فيها مع كل مشاركة .. هل تعلم ان لديك عدادا على كتفيك لتسجيل نقاط لك في هذه الحياة ايضا !! إما لك او عليك !!
صوت الساعة المعلقة على الجدار " تك تك تك" .. ثانية ثانية ثانية .. ذهبت ولن تعود .. ثانية وراء ثانية وراء ثانية تمشي بها في اتجاه الله عز وجل .. تقترب تدنو تدنو .. فمنذ لحظة ولادتك وكل ثانية تمر عليك انت في الحقيقة تودع فيها هذه الدنيا وتقترب من الاخرة .. فمنذ لحظة ولادتك انت ادرت ظهرك للدنيا واستقبلت الاخرة .. منذ لحظة ولادتك وانت غريب في هذه الدنيا جئت لملىء حقيبة سفر ..ولا ندري بأي ثانيةمن هذه الثواني تدق ساعة الاذن بالسفر والعبور ..
الحقيبة !! هل نمتلك بعض الثواني التي تدق على الجدار لننظر في داخلها !! يا الهي بها اشياء لا نعلم هل هي صالحة ام لا !!.. تحسب لنا ام علينا !! مالنا نراها قليلة !! ورحلتنا طويلة !!
من هذه الثانية سنبدأ بترتيب حقائبنا .. من هذه الثانية سأحتسب هذه الكلمات التي اخطها هنا خالصة لوجه الله .. سأحتسبها عبادة .. من هذه الثانية احتسب الثواني التي تاخذ معك في قراءة هذه الخواطر لله .. احتسبها عبادة .. السنا نتناصح في الله !!
" فذكر إن نفعت الذكرى" .
اذا هي عبادة ..
امتثالا لقوله تعالى :
"والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصو بالصبر".
وامتثالا لقوله تعالى :
" لاخـير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس ، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً "
والمقصود بقوله تعالى لا خير في كثير من نجواهم اي احاديثنا التي نتكلمها طوال النهار والتي تحسب اما لنا او علينا وهنا اقرار من الله عز وجل ان معظم احاديثنا لا خير فيها واستثنى منها الامر بالصدقة او المعروف او الاصلاح بين الناس على ان تكون نيتك فيها خالصة لوجه الله عز وجل في اي فعل تفعله واي قول تتفوه به ..
بل الصحابة الكرام والسلف الصالح كانوا يحتسبون اكثر من ذلك تخيل انهم كانوا يحتسبون حتى نومهم على انه عبادة لله !!
هذا معاذ رضي الله عنه يقول :
"إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي"
حتى لو كنت صاحب عمل احتسب عملك عبادة عند الله عز وجل .. فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له".
حتى لو كنت طالب تدرس في المدرسة او في الجامعة احتسب طلب علمك عبادة لله عز وجل خالصا لوجهه الكريم .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض ، حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إنَّ الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر ".اخرجه الترمذي
وقال الله عز وجل في محكم كتابه :
((وقل رب زدني علماً ))... قال تعالى : (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ))
فأنت عندما تخلص بنيتك لله عز وجل وتحتسب طلب علمك عبادة .. حتى وانت في درسك او محاضرتك وتركيزك كله مع علمك .. فاعلم ان هناك من يستغفر لك الى ان تنتهي .. انظر لهذا الحديث الشريف :
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " صاحب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر " أخرجه أبو يعلى بسند صحيح .
حتى لو كنتي اختي ربة منزل .. اليك هذه البشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث روي في بعض كتب السير أن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنا وافدة النساء إليك ، إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فأمنا بك وبإلهك وإنا معشر النساء محصورات مقصورات وقواعد بيوتكم وحاملات أولادكم وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا في الجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله وأن الرجل منكم إذا خرج حاجاً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم ثيابكم وربينا لكم أولادكم أفلا نشارككم في هذا الأجر؟
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال :- ((هل سمعتم بمقاله امرأة قط أحسن من مقالتها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا :- يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال أفهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته وإتباعها موافقته يعدل ذلك كله)) فانصرفت وهي تهلل.
والى لقاء ان شاء الله في خاطرة اخرى ..
اختكم في الله
ياسمينا
تحياتي