التغيرات المناخية في سوريا في السنوات الأخيرة

سأعرض في هذا الموضوع أهم ملامح التطرف المناخي التي حدثت خلال السنوات الأخيرة في " سوريا " عامة و منطقتي " منطقة صافيتا " بشكل خاص ...... و أتمنى من الأخوة الأعضاء المشاركة و النقاش : بعد الحديث الطويل الذي تحدث عنه العالم و مازال و هو قضية الاحتباس الحراري والذي بات أمر واقعي و حقيقي في عالمنا و يشغل بال الكثيرين و حتى الحكومات الدولية و الكثير من المؤسسات العالمية ويعزي خبراء الأرصاد الجوية الاختلال المناخي إلى انتهاك الدول الصناعية غير المسؤول للقواعد البيئية واتساع ثقب الأوزون وتزايد انبعاث الغازات الدفيئة ما تسبب بتداخل الفصول.‏‏ فما يصيب المعمورة يلقي بظلاله على سورية والحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط إن كان لجهة الارتفاع الحاد لدرجات الحرارة صيفاً أو انخفاضها شتاء وتكرار سنوات الجفاف والانخفاض الواضح بمعدل الأمطار‏‏ . فبالنظر للهطولات المطرية في دمشق ما بين عامي 1918 و 2005 نلاحظ تدني معدل الهطول من 221 مم الى 199 مم ! أي إن الانخفاض بلغ 22مم في 87 عاماً .إن انخفاض معدل الهطول المطري بدمشق ينسحب على باقي المحافظات و يترافق التدني بازدياد سنوات الجفاف و اتساع رقعة التصحر في وقت تعاني منه المصادر الطبيعية من تدهور متزايد خاصة الثروة المائية الجوفية و الأراضي الزراعية و رغم تحسن الإنتاجية في وحدة المساحة إلا أن النمو السكاني و تدهور الموارد يهدد باتساع الفجوة الغذائية و في حين تمكنت سورية من تحقيق فائض بإنتاج القمح لسنوات مضت قد يؤدي النمو السكاني لتحول سورية خلال فترة ليست طويلة الى دولة مستوردة للقمح كما غيره من المحاصيل الزراعية .ولا يمكن عزل البلاد على الأقل مناخياً عما يحصل في العالم و لكن اتساع الرقعة الإسمنتية و إزالة مساحات كاملة من الرقعة الخضراء إن كان ما يتعلق بالغوطتين الشرقية و الغربية بدقة أو تراجع المساحات الحراجية و تدهور الأحواض المائية .. كل ذلك يرخي بظلال قاتمة على المشهد المستقبلي للوضع المناخي و التنموي .. فهل تنجح محاولات تصحيح الخلل في المعادلة التنموية ?‏‏ وقد توصلت دراسة حديثة إلى وجود تناقص في الهطل المطري خلال فصلي الشتاء والربيع في سوريا، وإلى وجود تزايد في فصلي الصيف والخريف في المناطق الجافة وشبه الجافة، أمَّا في المناطق الرطبة ونصف الرطبة، فالتزايد يحصل في فصل الصيف فقط، والتناقص في الفصول الثلاثة الأخرى، وكذلك وجود دورية في هذه المحطات، تراوح زمن العودة فيها بين 17 و 30 عاماً، أي إن الدورة الهيدرولوجية تستمر25 عاماً تقريباً. الاستنتاجات والتوصيات: 1 – إنَّ التناقص المطري في سوريا في فصلي الشتاء والربيع في المناطق الجافة وشبه الجافة، وفي فصول الشتاء والربيع والخريف في المناطق الرطبة ونصف الرطبة في سورية، يدعو إلى دق ناقوس الخطر، من أجل تخزين كل قطرة مطر تهطل من السماء، لتلبية احتياجات الزراعة والصناعة ومياه الشرب . 2 – إنَّ تزايد الهطل المطري في فصلي الصيف والخريف في المناطق الجافة وشبه الجافة، وفي فصل الصيف في المناطق الرطبة ونصف الرطبة في سورية، على الرغم من تدني قيمته، يعتبر مؤشراً إيجابياً. 3 – وجود دورية في جميع المحطات المدروسة تراوحت بين 17 و 30 عاماً أي إنَّ الدورة الهيدرولوجية تستمر 23 عاماً تقريباً . 4 – زيادة الزراعات البعلية في السنوات التي يتوقع فيها زيادة الهطل . 5 - تطوير تقنيات الري وتحديثها والحد من الإسراف في استعمال المياه، واستخدام الوسائل العلمية الحديثة للتقليل من التبخر. أما بالنسبة لمنطقتي صافيتا : كلكم يدري أن معظمنا في صافيتا يعتمد الزراعة البعلية التي لاتحتاج إلى الري بل تعتمد على الأمطار و خاصة في منطقتنا التي يتعدى الهطول فيها ال 1000 ملم . مع دخول الشتاء في شهري كانون و شباط وحتى بداية الربيع في أذار تتباين كميات الأمطار بشكل كبير و خطير بين عام و أخر ففي سنة 2003 مثلا كانت كميات الأمطار كبيرة جدا و هطلت الأمطار بشكل شبه يومي في شهر شباط و بلغ المعدل السنوي أكثر من 2000 ملم في معظم مناطق صافيتا و لكن كان شديد الغرابة ما حصل في الأعوام التي تلت هذا العام حيث بدأت الأمور تتغير من عام لأخر . نحن في صافيتا لسنا متعودين أن نرى الثلوج تغطى صافيتا باستثناء بعض المناطق المرتفعة و لكننا أيضا لسنا متعودين على جفاف طويل يمتد من كانون إلى نيسان كما جرى في العام 2008 حيث لم يتعدى الهطول ال 750 ملم . أنا متأكد أنكم لاحظتم تلك الرياح الشديدة الباردة و كمية الأمطار القليلة جدا في تلك الفترة . الأجداد لايستطيعو أن ينسوا الهطول الثلجي من كانون و حتى أذار حيث كانت تصل سماكة الثلوج إلى المتر أحيانا و يدوم الهطول لمدة أسابيع في المناطق الجبلية في الدريكيش و ليس كالذي يحدث في هذه السنوات عاصفة أو عاصفتين في كانون الثاني أو في شباط و لايتعدى سماكة الثلوج فيهما 20 سم و لاتدوم أكثر من يومين .

أتمنى من الاخ كمال تصحيح أي معلومة خاطئة وردت بالموضوع

مشكور سراج الله يسلم ايديك موضوع رائع..................................

مشكور أخ سراج..موضوع جميل... ما لفت نظري عبارة.. "زيادة الزراعات البعلية في السنوات التي يتوقع فيها زيادة الهطل".. حيث أنه ومن خلال تتبع الأحوال الجوية في منطقتنا نجد أنه وفي كل 7-10سنوات يكون هناك موسم مميز.. وهنا يجب استغلاله قدر المستطاع.. بالنسبة لانخفاض المعدل المطري السنوي في دمشق من 221ملم الى 199ملم خلال مدة أكثر من 80سنة.. يعتبر ليس بالخطير..أمام ما شهدته دمشق من عمران وتلوث وتصحر..أي 22ملم خلال 80سنة..ليس مهم كثيرا.. لكن المشكلة تكمن في مناطق أخرى خاصة البادية والجزيرة السورية والتي توالت عليه سنوات الجفاف.. مثلا موسم 2007-2008 لم تتجاوز الأمطار في بعض مناطق القامشلي 100ملم رغم أن المعدل يفوق 400ملم... وبعض ماطق دير الزور لم يتجاوز فيها الموسم 10ملم.. مشكوووووووووور ثانية أخ سراج على الموضوع..

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال  مشكور أخ سراج..موضوع جميل... ما لفت نظري عبارة.. "زيادة الزراعات البعلية في السنوات التي يتوقع فيها زيادة الهطل".. حيث أنه ومن خلال تتبع الأحوال الجوية في منطقتنا نجد أنه وفي كل 7-10سنوات يكون هناك موسم مميز.. وهنا يجب استغلاله قدر المستطاع.. بالنسبة لانخفاض المعدل المطري السنوي في دمشق من 221ملم الى 199ملم خلال مدة أكثر من 80سنة.. يعتبر ليس بالخطير..أمام ما شهدته دمشق من عمران وتلوث وتصحر..أي 22ملم خلال 80سنة..ليس مهم كثيرا.. لكن المشكلة تكمن في مناطق أخرى خاصة البادية والجزيرة السورية والتي توالت عليه سنوات الجفاف.. مثلا موسم 2007-2008 لم تتجاوز الأمطار في بعض مناطق القامشلي 100ملم رغم أن المعدل يفوق 400ملم... وبعض ماطق دير الزور لم يتجاوز فيها الموسم 10ملم.. مشكوووووووووور ثانية أخ سراج على الموضوع.. مشكور أخ كمال على قراءة الموضوع و الرد و إن شاء الله خير

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الثلج  مشكور سراج الله يسلم ايديك موضوع رائع.................................. و إيديك .... مشكور

الهي يارب.......... لاتجعل الموسم الحالي متل موسم 2007\2008 لانو كان عام جاف ولولا اخر اسبوع من شهر واحد و2 لكنا عشنا كارثة جفاف حقيقية بريف دمشق

مشكور سراج

موضوع اكثر من رائع وفعلا متعوب عليه......

مشكور اخ سراج على هذا الموضوع وبالفعل اصبحت هذه الايام مختلفة عن السابق حيث كانت الامور افضل وكانت المواسم المطرية بالاغلب جيدة وكانت كمية الامطار اهم شيء بتتوزع على اشهر الموسم وكانت المحاصيل الزراعية كافة انتاجها جيد الخلاصة : اننا الان نواجه تغييرات كثيرة في المناخ والوضع غير مستقر اما في السابق كان الوضع مستقر وافضل بكثير الله يستر