في البداية اود التنويه الا ان ما ساقوله من احداث هي احداث واجهتها في حياتي , لكن احببت ان ارويها على شكل قصة , لكي تكون اكثر متعة .
اسمي طارق , عمري 19 عام , اسكن في منطقة الكمالية , احب الثلج حب لا يتخيله احد , ارتفاع منطقتي يصل الى 1000متر تقريبا , و هي موجودة في مكان استراتيجي للمنخفضات الجوية .
بدات احداث قصتي حين تحدثت مواقع الطقس عن ثلوج كثيفة متوقع تساقطها في الاردن و الدول المجاورة , و هذا ما حدث بالفعل , كان ذلك في عام 2003 , اي عندما كان عمري 16 عام , تجهزت لهذا المنخفض جيدا , و قد بدا هطول الثلوج في ساعات المغرب بالتحديد .
انها ليلة شتوية رائعة لن انساها ما حييت , ليلة من نوع خاص لم تسبق و ان مرت على احد , انتظرت حتى غطس اهلي بالنوم , ثم ارتديت ثلاث بناطيل داخلية , ثلاث من البلايز الصوفية و فوقهما جاكيت جلدي مقاوم للمياه , ارتديت كفتين و طاقية , و لم انسى الاكياس البلاستيكية تحت حذائي الثلجي العتيق , شربت كاس من الزنجبيل لكي اشعر بالدفء .
اصبحت جاهزا للمغامرة , فتحت باب المنزل بهدوء و خرجت , خرجت الى العاصفة الهوجاء المرعبة , كان الثلج قد بدا بالتساقط منذ حوالي اربع ساعات , ارتفاع الثلج كان 25 سم , ثلوج كثيفة مستمرة , درجة الحرارة اربع درجات تحت الصفر , سرعة الرياح تزيد عن 100 كم/ساعة , ضباب يلف المكان , مدى الرؤية لا يتجاوز المترين , وسط هذه الظروف القاسية كان هنالك شخص نحيف طويل , شخص يسير بخطى ثابتة دون ان تزحزحه الرياح العاتية , دون ان تؤثر به البرودة القارصة , حبه للشتاء جعل منه رجل مقاوم لا يشعر بقسوة الظروف المحيطة , هذا الشخص هو انا !
مشيت و مشيت ما يقارب الثلاث ساعات , المنظر المذهل الذي كان امامي انساني اطرافي المتجمدة , انساني انفي الذي تحدث من شدة البرودة , لكن جمال المنظر هون عليه ما هونه على صاحبه , صاحب الانف الطويل .
وصلت الى الشارع المؤدي الى السلط , كانت الجرافات تحاول فتح الطريق لكن من دون جدوى , فقد كان تحت الثلوج طبقة من الجليد سمكها 5سم تقريبا , اناس عالقون وسط العاصفة , سيارات في يمين و يسار و وسط الشارع , عائلات تختبيء في سياراتها , الامن العام , الدفاع المدني , ادارة السير كلهم يحاولون المساعدة , ينجحون حينا , و لا يحالفهم الحظ احيان , الحياة مشلولة بكل معنى الكلمة .
حاولت تقدبم ما قدرت عليه من مساعدة , و اكملت طريقي , دخلت الغابات , عبرت الزقاق , لم اترك شارع واحد ما عبرته , ثم رايت منظرا غير مجرى الامور في تلك الليلة , منظر ارتعب الى الان عندما اتذكره , هنالك من لن يصدقني لكن هذا ما حدث بالفعل : عند عبوري لغابة و صفي التل و هي غابة في نهاية الكمالية , و هي مكان عزول بعض الشيء , لقد رايت نقاط من الدم على وجه الثلج الناصع البياض , عند رؤيتي للمنظر تجمدت في مكاني , لم ارى اسهل من شيء واحد لافعله , هو الهرب , جريت مسرعا مبتعدا عن المكان حتى وصلت المنزل , كانت الساعة قد قاربت الرابعة فجرا , ارتميت على السرير , و غطست في سبااااااااااات عميق ...........
على الرغم من النهاية المرعبة , الا ان تلك الليلة هي اروع ليلة في حياتي , و اتمنى من الجميع قراءة هذه الاحداث , و ابداء الاراء و الملاحظات ....................