الأمعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي الكرام
الإمعة هو ذلك الشخص والذي لا رأي له كونه متقلب مع جميع الأتجاهات أي أنه منافق ، يتلون كالحرباء ، إن جلس مع أهل الإيمان قال آمنت معكم
عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لا تكونوا إمعة ، تقولون : إن أحسن الناس أحسنا ، و إن ظلموا ظلمنا ، و لكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، و إن أساؤوا فلا تظلموا )) الترمذي .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل بن زياد النخعي: ((يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير والناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق ... أفٍ لحامل حق لا بصيرة له ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا يدري أين الحق، إن قال أخطأ وإن أخطأ لم يدر، مشغوف بما لا يدري حقيقته فهو فتنة لمن افتتن به وإن الخير كله من عرفه الله دينه وكفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف دينه )) أضواء البيان الشنقيطي.
وعن الإمام أحمد رحمه الله قال: ((ليوطنن المرء نفسه على أنه إن كفر من في الأرض جميعاً لم يكفر ولا يكونن أحدكم إمعة))، قيل: وما الإمعة؟، قال: ((الذي يقول: أنا مع الناس، إنه لا أُسوة في الشر)) (الإبانة لابن بطة)، وفي رواية قال: ((لا يَكُونُ أَحَدُكُمْ إِمَّعَةً))، قَالُوا: وَمَا الإِمَّعَةُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟، قَالَ: يَقُولُ: ((إِنَما أَنَا مَعَ النَّاسِ إِنِ اهْتَدَوا اهْتَدَيْتُ، وَإنْ ضَلُّوا ضَلَلْتُ، أَلا لَيُوَطِّنُ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ عَلَى إِنْ كَفَرَ النَّاسُ أَنْ لا يَكْفُرَ)).
وقال ابن مسعود: ((لا يكونن أحدكم إمعة، قالوا: وما الإمعة؟، قال: يجري مع كل ريح)) (اعتلال القلوب الخرائطي).
فالأمعة إنسان شهواني ، كاذب ، منافق ، مصلحته فوق كل شيء ، يتلون مئات الألوان ، يساير كل الناس ، محسنهم و مسيئهم ، يشايع كل الناس ، مثل هذا الإنسان هو الإمعة الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم :
(( يذهب الصالحون الأول فالأول ، و يبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر ، لا يباليهم الله بالة )) .
اذا الإمعة هو الذي لا رأي له ، وهو يتابع كل أحد على رأيه ، و قيل : هو الذي يقول لكل الناس : أنا معك .
ومن مضار أن يكون الإنسان إمعة :
فالإمعة يؤكد ضعف شخصه و عقله و دينه ، .
و الإمعة يعيش ذليلاً ، هو تابع .
و الإمعة منبوذ من الله ، ثم من الناس .
و الإمعة الأتباع بهذه الصفة يصنعون
بطلاً من لا شيء .
ومن هنا أحبتي
علينا أن لا نكون مقلدين بل علينا التفكر والتمعن فقد أنعم الله علينا بعقول نستطيع ان نميز بها ماهو صالح وما هو عكس ذلك .
ودمتم
نفعني الله واياكم من علم نتعلمه معا